رسائل «شيخة» تكشف: «مخابرات الإخوان» كانت تراقب تحركات «عمرو موسى».. وتطالب بتعيين «جنينة» نائباً عاماً
كتب : أحمد الخطيب
الثلاثاء 04-02-2014
تكشف «الوطن»، فى الحلقة الثامنة من انفرادها بنشر تحقيقات قضيتى
التخابر والهروب لقيادات تنظيم الإخوان الإرهابى، عن نصوص الرسائل
التليفونية التى أرسلها وتلقاها أسعد شيخة، نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية
فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، قبيل وبعد 30 يونيو، فضائح الرسائل
التليفونية، كاشفة لفترة رئاسة الإخوان للدولة الكبيرة «مصر»، وتؤكد حقيقة
ما نشرته «الوطن» فى عددها أمس حول إنشاء الإخوان جهاز تخابر للتجسس على
السياسيين والمعارضين لهم، وأن هناك أشخاصا متعاطفين مع الإخوان فى القضاة
ومنهم المستشار هشام جنينة، الذى كان يسعى الإخوان لتعيينه نائبا عاما،
واللواء عبدالحميد عمران، الذى رشح لتعيينه مستشارا للرئيس المعزول،
واللواء رشاد بيرم، الذى يسرب معلومات عن وزارة الداخلية للإخوان.
تكشف الأحراز المضبوطة فى القضية عن أهم دليل على توجيه مكتب
الإرشاد والإخوان لمؤسسة الرئاسة، ونقل التكليف عن طريق هاتف أسعد الشيخة،
حيث تكشف الرسائل عن كم هائل من التكليفات الخارجية والداخلية فيها.
ويبدأ عرض الرسائل حسب الأوراق برسالة تلقاها شيخة على هاتفه
المحمول من أحد قيادات التنظيم، يشير له فيها إلى أن لقاءات العقيد حسين
كمال، مدير مكتب اللواء عمر سليمان، مع أحد اللواءات بجهاز المخابرات
«مرصودة»، ونصها كالآتى: «أحمد جمال، لواء مخابرات اسمه الطبجى، والعقيد
حسين كمال، رجل عمر سليمان، ودكتور اسمه صموئيل. المكان: العمارة اللى جنب
هيلتون رمسيس، الدور الثالث كل يوم الساعة السابعة. المعلومة من المهندس
أحمد صالح من الفلول وأنا اللى مجنده من غير علمه».
رسالة من قيادة إخوانية لـ«شيخة» بعد مهلة الـ«48»: «لازم نتغدى بالجيش قبل ما يتعشى بينا»
وهناك رسالة أخرى من شخص يدعى «عز» لـ«شيخة» يحذره فيها من المهندس أحمد
إمام، وزير الكهرباء الحالى، ويطالبه فيها بإقالة «إمام» وتعيين شخص يدعى
سمير محمد حسن، وجاء نص الرسالة كالتالى: «سمير محمد حسن وزيرا للكهرباء،
كان رئيس قطاع الطاقة المتجددة وعلى المعاش من 3 سنوات، أفضل من يقود
الوزارة الآن، يجب إيقاف خطة التطوير التى يقوم بها أحمد إمام الآن، التى
بدأت بإضافة محطة غازية من أسوأ الأنواع الموجودة فى العالم، ولا يمكن
تحسين أدائها فى المستقبل وهى من نفس نوع الوحدات المركبة الآن ولا يمكن
تحسين أدائها. رجاء مناقشة الوزير فوراً وإيقاف التعاقد».
وأرسل الدكتور خالد بدوى، الذى عينه هشام قنديل أميناً عاماً للمجلس
القومى لرعاية مصابى وأسر شهداء الثورة، رسالة إلى شيخة جاء فيها: «أنباء
عن شخصية تدعى الفريق عبدالوهاب سيد أحمد، فى المخابرات ويمارس فسادا ضد
النظام. مطلوب أخذ الحذر».
وفى رسالة من أحمد درويش، أحد قيادات الإخوان عضو مجلس نقابة
المحامين بالفيوم، لـ«شيخة» يحذره من شخص يدعى حاتم قناوى؛ لأنه كان يعمل
سكرتيراً لزكريا عزمى، وفقاً لـ«درويش»، وجاء نص الرسالة: «يوجد واحد فى
الرئاسة كان سكرتير زكريا عزمى، اسمه حاتم قناوى، بيسرب معلومات عن الرئيس
وتحركاته لجهات مشبوهة».
وعقب إعطاء المشير السيسى مهلة الـ48 ساعة الشهيرة، وصلت «شيخة»
رسالة من شخص يدعى خالد عويس، قال له فيها: «لا بد من تحريك الناس فى كل
مكان. اللى بيحصل ده انقلاب، لازم نتغدى بيهم قبل ما يتعشوا بينا»، ويواصل
«عويس» فى رسالة أخرى: «عاجل: الرجاء تأمين مداخل القاهرة، هناك نية
للاشتباك مع أتوبيسات الإخوان القادمة من المحافظات».
وتلقى «شيخة» رسالة من أحمد رشدى، أحد قيادات الإخوان لـ«شيخة» يقول
له فيها: «ربنا وفقنى لحلة مشكلة السياحة الإيرانية: إحنا نسمح بدخول
الستات ونمنع دخول الرجالة علشان المد الشيعى».
ويتابع نفس الشخص: «لا بد من غلق بعض القنوات لبعض الوقت بسبب ما
يبثونه عن أمن الوطن، ونرجو من الرئيس ألا يتحدث عن المؤامرات إلا إذا كان
ينوى القيام بعمل إجراءات ضد هؤلاء».
وفى رسالة من رقم مجهول الاسم لـ«شيخة» عقب بيان المشير السيسى بعزل
«مرسى»، يطالبه فيها بضرورة الحشد عند قصر القبة والاعتصام هناك، وجاء نص
الرسالة كالتالى: «مطلوب حشد عاجل عند قصر القبة، استباقاً لحشد المعارضين،
ولتمكين الرئيس من مواصلة عمله على الرغم من البيان الذى أصدره السيسى».
وتحذر رسالة مجهولة الاسم لـ«شيخة» من أن «الصورة فى الخارج بقت
سيئة جداً لازم نتحرك»، ورد عليه «شيخة»: «الكلام ده غير صحيح، الرئيس عمل
اجتماع جاب فيه السيسى وهشام قنديل، والسيسى قال مفيش حاجة». وكانت هذه
الرسالة بعد الاجتماع الذى عقد بين المشير السيسى وهشام قنديل و«مرسى»، عقب
بيان القوات المسلحة خلال 48 ساعة.
وفى رسالة من شخص يدعى «مرسى» يحذر فيها «شيخة» من شيخ الأزهر، قال
له فيها: «شيخ الأزهر هيغلق مركز مؤتمرات الأزهر ويقصره على مؤتمرات مجمع
البحوث، الهدف الرئيسى هو ألا نوجد هناك».
وتشير الرسائل إلى أن التنظيم كان يراقب بعض السياسيين، من بينهم
عمرو موسى، وجاء نص الرسالة كالتالى: «106 شارع النيل يمين نفق شيراتون
الدقى عمارة شرش تحتها البنك الأهلى ومحل السلام للمجوهرات بجوار بنك عودة
الدور الثالث، 2 ميكروباص رحلات 14 راكب من البدو وسيارة جيب دفع رباعى
جاءوا لمقابلة عمرو موسى واللقاء استمر 4 ساعات».
ويواصل المرسل لـ«شيخة»: «اللقاء كان قبل خطف الجنود بيوم، وعمرو لا
يذهب هناك إلا نادرا ولمقابلات من تلك النوعية، وحارس العقار محمد
عبدالقوى هو مصدر المعلومة».
وخلال الاعتصام فى محيط الاتحادية الذى راح ضحيته ما يقرب من 10
أشخاص، وصلت لـ«شيخة» رسالة من شخص يدعى «مرسى»، نصها: «فجر الخميس هنشطب
المكتوب على سور القصر ونكتب اللى احنا عاوزينه، ولكن يجب إلقاء القبض على
بعض ممولى البلطجية لإيقاف حدتهم».
وأرسل باسم عودة، وزير التموين فى حكومة المعزول، لـ«شيخة» رسالة
يحذره فيها من عدم تحويل وزارة المالية مبالغ مالية للبترول لإدخال سفن
السولار، وجاء نص الرسالة كالتالى: «المالية لم تحول أى مبالغ للبترول
لإدخال السفن، وإن تأخرت لا قدر الله الأمور ستصبح قاسية».
وفى أزمة محافظ الأقصر عادل الخياط، القيادى بالجماعة الإسلامية،
الذى حدثت حوله ضجة كبيرة، اقترح باسم عودة على «شيخة» نقل محافظ قنا
والأقصر كلٍّ بدل الآخر، فى رسالة منه جاء نصها: «ولحل الأزمة أقترح نقل
كلٍّ من محافظ الأقصر وقنا كلٍّ بدل الآخر».
وفى رسالة أخرى من «عودة» لـ«شيخة»، جاء نصها: «تغيير رئيس شركة
الأنابيب ومدير عام العمليات بالإضافة لبقية القيادات المطلوب تغييرها
اليوم. وكلفنى عبدالمجيد مشالى بالظهور غداً فى التليفزيون للحديث حول ملف
الوقود، وأنتظر موافقة حضرتك»، فرد عليه «شيخة»: «أوكيه».
ويتابع «عودة» فى رسائله: «أعتقد أن الرئيس مرسى فى حاجة لرجل بثقل
وخبرة اللواء عبدالحميد عمران، ليكون مستشاراً إلى جواره»، وتشير الرسائل
إلى عرض «عودة» خطة تطوير الوزارة على «شيخة» قبل إرسالها لـ«مرسى».
كما أرسل حاتم عزام، القيادى الإخوانى الهارب فى قطر، رسالة للشيخة،
عقب إعلان السيسى، قال له فيها «اليوم بعد المشاورات وحسب المتغيرات،
وللحفاظ على شرعية المسار الديمقراطى، والدستور والرئيس والحزب فى المشاركة
المستقبلية فى العمل السياسى نرى أن يدعو الرئيس بنفسه إلى انتخابات
رئاسية مبكرة، بعد 60 يوما ويمارس الرئيس مهامه حتى ذلك اليوم».
وفى إطار الأزمة بين حزب النور، والإخوان، وصلت للشيخة رسالة من رقم
دون اسم، قاله له فيها «بفضل الله وقليل من المجهود مع برهامى، صرح النور
اليوم بأن شرعية الرئيس خط أحمر، وتبين لى أن كل ما قيل عن النور غير صحيح،
وقد يكون وقيعة لإضعاف الرئيس. وبرهامى طلب من نادر بكار الذهاب لأداء
العمرة، بعدما طالبتهم بالهدوء ونقلت له أن أى مكروه سيصيب الرئيس سيصيب
النور معه».
ووصلت رسالة للشيخة من الناشط الإخوانى أسامة أبوالعينين، قال له
فيها «اللواء رشاد محمد عبدالرحيم محمد بيرم، مستقيل من 2010، بسبب رفضه
تزوير الانتخابات، وعنده معلومات مهمة عن الداخلية وهو محب لنا، نرجو منكم
الاهتمام بالأمر».
وفى رسالة مجهولة الاسم للشيخة، تطالبه بتعيين المستشار هشام جنينة
نائبا عاما، نصها «أرسل لى القاضى أيمن يحيى الرفاعى عن طريق خالد عبدالله،
أن القاضى هشام جنينة عليه إجماع من القضاة، ويمكن تعيينه نائبا عاما، وهو
نظيف اليد، ويرى التهدئة مع القضاة ثم وجود آلية للتعامل معهم بشكل أو
بآخر لتطهيرهم».
وفى رسالة من محيى البر، أحد قيادات الإخوان للشيخة، فى ظل أزمة
احتجاز الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس «الدعوة السلفية»، قال له «أرجو أن
تخرج الرئاسة بيان يطيّب خاطر الدكتور برهامى، لأن أمثال أحمد عارف يقولون
إن الأمر طبيعى، وهناك حالة غضب بين شباب السلفيين من الأمر».
ووصلت للشيخة رسالة من نفس الشخص، يطالبه فيها بأن تبث «الجزيرة»
طوال الوقت مظاهرات مؤيدة للرئيس المعزول مرسى، وأن يلقى القبض على
الإعلامى توفيق عكاشة وعدد من البلطجية الذين قدم بهم كشفا للرئاسة.
وفى رسالة من رقم خاص للشيخة، جاء نصها كالتالى «أسعد، الناس اللى
واقفة فى طوابير البنزين تكفى لقلب نظام الحكم. هل الرئيس يعرف أن البلد
بدون بنزين؟ اتصرفوا هذا سؤال قيادى إخوانى لا مسئول».
وفى رسالة من رقم مجهول الاسم أيضاً يهنئ المرسل شيخة بمرور عام على
ترشح المهندس خيرت الشاطر للرئاسة، جاء نصها «السلام عليكم.. كل سنة وأنت
طيب.. اليوم مرت سنة على ترشح المهندس خيرت للرئاسة».
الوطن
جانب من الرسائل المتبادلة بين شيخة وقيادات الإخوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق