فيلوباتير وحيداً .. من دون مريم
فيلوباتير طفل كنيسة الوراق يتعافى وعلى وجهه البراءة و الفرح يتحديان رصاص الإرهاب (عن «فايسبوك»)
مصطفى صلاح
ابتسامته على سرير المستشفى وحّدت المصريين وقهرت الإرهاب.
هو الطفل فيلوباتير أشرف (3 سنوات)، الذي طالته يد الغدر هو ووالدته وشقيقته مريم في جريمة اطلاق النار على كنيسة الوراق.
الوالدة ما زالت تحت العلاج من طلقتين في الكتف والقدم في الطابق العلوي من مستشفى المعادي العسكري، الذي نقلت إليه مع طفلها المصاب برصاصتين في الحوض... أما مريم (8 سنوات) فقد فارقت الحياة على الفور لتصبح ضحية الإرهاب.
طوال الاسبوع الماضي، كان فيلوباتير يرقد في غرفة العناية المركزة «بين الحياة والموت»، وكانت الصور التي تنشر في الصحف المصرية ومواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت، ومن بينها صورة لزيارة البابا تواضروس وهو يزوره في مستشفى المعادي، تبدد كل الشائعات التي وصفها أحد المعلّقين بـ«الخناجر» التي تدمي قلوب المصريين.
قبل يومين، نشر أحد الناشطين على موقع «فايسبوك» صورة لـ«الملاك الصغير» وهو يبتسم من فوق سرير المرض، وتحتها خبر ينسب إلى أقرباء الطفل ان وضعه بدأ يستقر، برغم الإصابة البالغة.
الابتسامة البريئة للطفل فيلوباتير أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، فاتحدت التعلقيات بالدعاء لـ«الملاك الصغير» بالشفاء، وإدانة الإرهاب، فيما عبّر الكثيرون عن بكائهم لرؤية الصورة، ليعكسوا بذلك، الجانب الإنساني الجميل في الشخصية المصرية، التي حصّنها الإرهاب من نيران الفتنة.
اسقف الشباب الانبا موسى، كتب عبر حسابه على موقع «»فايسبوك»، بعد زيارته الطفل: «تعزينا بابتسامة فيلوباتير المستمرة، والسلام الذي في والديه المباركين رغم كل الآلام».
مدوّن آخر كتب «فيلوباتير طفل كنيسة الوراق يتعافى وعلى وجهه البراءة والفرح يتحديان رصاص الارهاب»، وتحتها تعليق جاء فيه: «هكذا حال مصر تمرض ولا تموت... عاشت مصر».
أجواء الفراق، وما رافقها من بكاء وعويل على وفاة مريم، كان اخفاؤها عن فيلوباتير اصعب ما مر على الأب خلال الاسبوع الماضي.
ليل الأحد 20 تشرين الاول الماضي، وقف أشرف، الأب المفجوع، وحيداً امام كنيسة العذراء في الوراق الاسبوع الماضي، وهو يصرخ في الجمع طالباً المساعدة في حمل طفليه وزوجته الذين كان نصيب كل منهما رصاصتان على الاقل في عملية اطلاق النار على المشاركين في حفل زفاف في الكنيسة.
داخل مستشفى المعادي العسكري جلس الأب امام غرفة العناية المركزة التي يرقد فيها طفله منذ اسبوع تقريبا.
لا يبتعد أشرف عن الغرفة سوى لحظات قليلة، يصعد خلالها الى الطابق الأعلى بالمستشفى للاطمئنان علي الام التي اصيبت برصاصة في الكتف واخرى في القدم، فيطمئن عليها ويطمئنها على فيلوباتير، ويعود الى مقعده امام غرفة العناية المركّزة، ينتظر إشارة الأطباء باستقرار الحالة ونقله الي غرفة عادية.
يتذكر الاب اللحظات الأخيرة في حفل الزفاف المشؤوم، وفرحة طفلته مريم بالفستان الابيض الذي كانت ترتديه، وفرحة فيلوباتير بالبدلة التي كان يرتديها.
يروي بغصّة كيف سقط كليهما امام عينيه غارقين في دمائهما.
يكمل الوالد الحديث عن المأساة المضاعفة: «ما عرفتش احضر جنازة مريم، لأني كنت هنا مع فيلوباتير وأمه في المستشفى». يضيف «في تلك الليلة كان كل واحد منا في مكان. انا مع فيلوباتير في المستشفى. والدته مصابة بمفردها في أحد المستشفيات القريبة من منطقة الحادث قبل نقلها الى هنا. ومريم داخل ثلّاجة مشرحة زينهم بمفردها».
يتابع «من قام بانهاء اجراءات الدفن والحصول على التصاريح كان شقيقي... لم أحضر الدفن يومها، ولكني في اليوم التالي قمت بزياره قبرها بمفردي».
يضيف الأب «حتى الآن لم أخبر الأم بخبر وفاة مريم. أقنعتها بأنها مصابة، وتعالج في الغرفة المجاورة لغرفة فيلوباتير... لا اعلم كيف سأخبر فيلوباتير بوفاة نصفه الآخر في الحياة... الفارق بينهما عامان فقط، وكانت حياتهما واحدة... لا أعرف كيف سيعيش فيلوباتير من دون مريم، وكيف سيذهب الى المدرسة من دونها، او ينام داخل غرفته من دون ان تكون مريم موجودة على السرير المجاور».
مصطفى صلاح
ابتسامته على سرير المستشفى وحّدت المصريين وقهرت الإرهاب.
هو الطفل فيلوباتير أشرف (3 سنوات)، الذي طالته يد الغدر هو ووالدته وشقيقته مريم في جريمة اطلاق النار على كنيسة الوراق.
الوالدة ما زالت تحت العلاج من طلقتين في الكتف والقدم في الطابق العلوي من مستشفى المعادي العسكري، الذي نقلت إليه مع طفلها المصاب برصاصتين في الحوض... أما مريم (8 سنوات) فقد فارقت الحياة على الفور لتصبح ضحية الإرهاب.
طوال الاسبوع الماضي، كان فيلوباتير يرقد في غرفة العناية المركزة «بين الحياة والموت»، وكانت الصور التي تنشر في الصحف المصرية ومواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت، ومن بينها صورة لزيارة البابا تواضروس وهو يزوره في مستشفى المعادي، تبدد كل الشائعات التي وصفها أحد المعلّقين بـ«الخناجر» التي تدمي قلوب المصريين.
قبل يومين، نشر أحد الناشطين على موقع «فايسبوك» صورة لـ«الملاك الصغير» وهو يبتسم من فوق سرير المرض، وتحتها خبر ينسب إلى أقرباء الطفل ان وضعه بدأ يستقر، برغم الإصابة البالغة.
الابتسامة البريئة للطفل فيلوباتير أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، فاتحدت التعلقيات بالدعاء لـ«الملاك الصغير» بالشفاء، وإدانة الإرهاب، فيما عبّر الكثيرون عن بكائهم لرؤية الصورة، ليعكسوا بذلك، الجانب الإنساني الجميل في الشخصية المصرية، التي حصّنها الإرهاب من نيران الفتنة.
اسقف الشباب الانبا موسى، كتب عبر حسابه على موقع «»فايسبوك»، بعد زيارته الطفل: «تعزينا بابتسامة فيلوباتير المستمرة، والسلام الذي في والديه المباركين رغم كل الآلام».
مدوّن آخر كتب «فيلوباتير طفل كنيسة الوراق يتعافى وعلى وجهه البراءة والفرح يتحديان رصاص الارهاب»، وتحتها تعليق جاء فيه: «هكذا حال مصر تمرض ولا تموت... عاشت مصر».
أجواء الفراق، وما رافقها من بكاء وعويل على وفاة مريم، كان اخفاؤها عن فيلوباتير اصعب ما مر على الأب خلال الاسبوع الماضي.
ليل الأحد 20 تشرين الاول الماضي، وقف أشرف، الأب المفجوع، وحيداً امام كنيسة العذراء في الوراق الاسبوع الماضي، وهو يصرخ في الجمع طالباً المساعدة في حمل طفليه وزوجته الذين كان نصيب كل منهما رصاصتان على الاقل في عملية اطلاق النار على المشاركين في حفل زفاف في الكنيسة.
داخل مستشفى المعادي العسكري جلس الأب امام غرفة العناية المركزة التي يرقد فيها طفله منذ اسبوع تقريبا.
لا يبتعد أشرف عن الغرفة سوى لحظات قليلة، يصعد خلالها الى الطابق الأعلى بالمستشفى للاطمئنان علي الام التي اصيبت برصاصة في الكتف واخرى في القدم، فيطمئن عليها ويطمئنها على فيلوباتير، ويعود الى مقعده امام غرفة العناية المركّزة، ينتظر إشارة الأطباء باستقرار الحالة ونقله الي غرفة عادية.
يتذكر الاب اللحظات الأخيرة في حفل الزفاف المشؤوم، وفرحة طفلته مريم بالفستان الابيض الذي كانت ترتديه، وفرحة فيلوباتير بالبدلة التي كان يرتديها.
يروي بغصّة كيف سقط كليهما امام عينيه غارقين في دمائهما.
يكمل الوالد الحديث عن المأساة المضاعفة: «ما عرفتش احضر جنازة مريم، لأني كنت هنا مع فيلوباتير وأمه في المستشفى». يضيف «في تلك الليلة كان كل واحد منا في مكان. انا مع فيلوباتير في المستشفى. والدته مصابة بمفردها في أحد المستشفيات القريبة من منطقة الحادث قبل نقلها الى هنا. ومريم داخل ثلّاجة مشرحة زينهم بمفردها».
يتابع «من قام بانهاء اجراءات الدفن والحصول على التصاريح كان شقيقي... لم أحضر الدفن يومها، ولكني في اليوم التالي قمت بزياره قبرها بمفردي».
يضيف الأب «حتى الآن لم أخبر الأم بخبر وفاة مريم. أقنعتها بأنها مصابة، وتعالج في الغرفة المجاورة لغرفة فيلوباتير... لا اعلم كيف سأخبر فيلوباتير بوفاة نصفه الآخر في الحياة... الفارق بينهما عامان فقط، وكانت حياتهما واحدة... لا أعرف كيف سيعيش فيلوباتير من دون مريم، وكيف سيذهب الى المدرسة من دونها، او ينام داخل غرفته من دون ان تكون مريم موجودة على السرير المجاور».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق