كتب : سامى عبدالراضى
تصوير : أسامة همام
الثلاثاء 22-10-2013
أجراس كنيسة «العذراء مريم والملاك» فى الوراق «حزينة».. هنا..
كانوا يحتفلون بزفاف فتاة اسمها كاترين.. كانت تنتظر هذه اللحظة.. وكانت
أسرة عريسها تنتظر «الفرح».. فقدت واحداً من أفرادها قبل شهور.. وأجلوا
الزفاف حتى أمس الأول وخلعوا ملابس الحداد.
هنا كانت مريم.. ابنة الـ8 سنوات.. تقف عند باب الكنيسة فى لهفة
تتابع بعينها «العروس».. على بعد خطوات منها.. كانت مريم نبيل، 13 عاماً..
صامتة.. تترقب السيارات ووجوه أقاربها الذين حضروا إلى الكنيسة. وبخطواتها
الثقيلة.. جلست كاميليا، صاحبة الـ70 عاماً، فوق كرسى أمام باب الكنيسة..
كانت قبل الزفاف بيوم واحد مع ابنتها مارى تبكى وهى تقول: «هنفرح».. سألت
وكأن قلبها يحمل إجابة لم تصرح بها.. يقول لها: «مش هتفرحوا».
سمير فهمى عازر، 48 عاماً.. كان هناك.. إلى جوار أقارب وجيران
وأصدقاء ومهنئين.. بينهم 3 مسلمين هم أصدقاء العريس.. جميعهم كانوا ينتظرون
«الفرحة».
ودون مقدمات جاء إليهم من خطف «الفرحة».. وترك «الحزن».. ونثر دماء
الضحايا الأربعة و17 مصاباً على أبواب كنيسة العذراء.. أطلق رصاصاته
«الخسيسة والخائنة».. كان تركيزه على الصدر والرقبة والظهر والبطن.. طلقات
تحمل على رؤوسها كلمة «الموت».. فعلها وهرب.. فى شارع كورنيش الجيزة
المزدحم، حتى اختفى ومن معه فى شوارع إمبابة.. الوجود الأمنى كان حاضراً
وبقوة عند وقوع الجريمة.. كان هناك «عسكرى» واحد واقف هناك.. لم يتحرك.. أو
لم يتمكن.. أدواته التى تسمح له بـ«المطاردة» كانت «غائبة».
قبل عامين أو أكثر.. تجمع آلاف المصريين المسيحيين ومعهم مصريون
مسلمون، عند أبواب كنيسة العذراء.. عند كورنيش النيل فى الوراق.. قالوا إن
«السيدة مريم».. تحلق هناك.
وبالأمس.. تجمع آلاف عند الكنيسة من جديد.. حضروا لتشييع جثامين
الشهداء الأربعة.. شهداء الإرهاب.. ودع الجميع مريم مسيحة، 8 سنوات.. ومريم
نبيل، 13 عاماً وكاميليا وسمير.. ودعوهم بـ«الدموع» والصرخات.. وجدران
كنيسة «مريم العذراء» شاهدة.. وصامتة.. وباكية.. ومنتظرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق