«الوطن» تنشر وقائع مقتل طفلة مسيحية أمام الكنيسة الإنجيلية بعين شمس
طلقة طائشة تنهى حياة «جيسى» بعد خروجها من «درس» داخل الكنيسة
كتب : محمود الجارحى
السبت 10-08-2013
«حذاء.. تى شيرت.. كشكول» كل ما تبقى من الطفلة المسيحية «جيسى
بولس» 10 سنوات، لأسرتها بعد أن قتلت على يد مجهولين عقب خروجها من الكنيسة
الإنجيلية يوم الأربعاء الماضى بمنطقة عين شمس، وذلك بعد أن أصيبت بطلقة
طائشة من بندقية آلية اخترقت ظهرها وخرجت من بطنها، ولفظت أنفاسها الأخيرة
قبل وصولها المستشفى.
محرر «الوطن» يحاور والد الضحية
أهالى حارة رزق الله المتفرعة من شارع عمر الحوتى بمنطقة عين شمس لن
ينسوا مشهد دماء الطفلة «جيسى» التى سالت وسط شارع السوق التجارى المتفرع
من شارع أحمد عصمت أمام الكنيسة، الأحاديث الجانبية لن تنتهى بالنسبة
للجيران وشهود العيان، البعض يقول إن الجريمة ليست بدافع الانتقام وليس له
دوافع دينية وأن طلقة طائشة قتلت جيسى التى لم تبلغ عامها العاشر.
روايات متضاربة.. بعض الشهود: رصاصة طائشة
والبعض الآخر يردد أن جيسى كانت تغادر من الكنيسة، وأصيبت بطلقة من
بندقية آلية، وذلك بعد أن أطلق مجهولون «ملتحون» كانوا يستقلون دراجة
نارية، الرصاص بطريقة عشوائية على رواد المنطقة فأصيبت بطلقة نارية فى
الظهر فلفظت أنفاسها الأخيرة فى الحال.
«بولس»، والد الطفلة لم ينس مشهد دماء نجلته فكلما ينظر إلى صورة «جيسى»
ابنته الوحيدة، يدخل فى نوبة من البكاء حتى يغمى عليه من شدة البكاء هو
وزوجته، بولس يقول «أنا مبعملش حاجة وحشة فى حد، من الشغل للبيت وعمرى ما
عملت مشكلة مع حد من أهالى المنطقة، ومليش أى عداوة مع حد بس مش عارف مين
اللى عمل كده، ده أنا مليش غيرها هى بنتى الوحيدة». يضيف الأب وهو منهمر فى
البكاء حسرة على ابنته الوحيدة «جيسى كانت بنت شاطرة جدا فى الدراسة وكانت
بتطلع من الأوائل فى المدرسة بتاعتها، وكانت داخلة سنة رابعة ابتدائى فى
مدرسة المستقبل الابتدائية بعين شمس»، ويتوقف الأب عن الكلام ويدخل فى نوبة
بكاء ولا يتمكن من الحديث مرة أخرى لسوء حالته الصحية بعد مقتل ابنته
الوحيدة «جيسى». يلتقط القس «نصرالله» مدير المكتب الإعلامى للكنيسة
الإنجيلية، وخال الضحية، طرف الحديث بعد أن توقف الأب عن الكلام من شدة
البكاء على نجلته وتحدث عن الواقعة قائلا «إحنا منعرفش أى حاجة عن روايات
الشهود، ناس بتقول ملتحين اللى قتلوها على بعد أمتار من باب الكنيسة،
والبعض يقول إنها كانت بصحبة المدرسة بتاعتها فى شارع السوق التجارى وأصيبت
بطلق نارى فى الظهر، وأن الطلقة خرجت من مكان غير معلوم وأنهم فوجئوا
بصرخات تنطلق من المدرسة وتقول: الحقونى.. الحقونى.. جيسى غارقة فى دمها».
ويحكى القس نصرالله تفاصيل الواقعة قائلا «اللى حصل أن جيسى كانت فى
الكنيسية الإنجيلية بتاخد دروس عن الكتاب المقدس، وكانت الدورس دى مدتها
10 أيام بتاخدها فى الأجازة الصيفية من المدرسة، وهى ذهبت يوم الأربعاء
حوالى الساعة 5 عصرا ودخلت الكنيسة وبعد الانتهاء من الدرس، خرجت بصحبة
المُدرسة من الكنيسة، وعلى بعد أمتار وأثناء شراء المُدرسة كمية من
الخضروات من السوق، خرجت طلقة اخترقت ظهر الطفلة وأصابتها بفتحة دخول
وخروج، وسقطت بجوار المدرسة وسط بركة من الدماء».
وآخرون: مسلحون ملتحون أطلقوا الرصاص
يضيف قائلا «انطلقت صراخات من المدرسة حتى تمكن شاب من السوق من أخذها
إلى مستشفى المطرية ولكنها كانت لفظت أنفاسها الأخيرة قبل وصولها. يتابع
قائلا «عندما عرف بولس وزوجته بخبر مقتل ابنتهما الوحيدة سقطا على الأرض فى
حالة إغماء، ولكن الأسرة لم تعرف من قتل «جيسى» ولم تتهم أحدا بقتلها لأن
والدها ليس له أى عداوة أو خصومة مع أحد من أهالى المنطقة. وينهى القس
كلامه «إحنا مش عايزين غير أن إحنا نجيب حق الطفلة اللى اتقتلت دى، وبنناشد
وزارة الداخلية والفريق عبدالفتاح السيسى سرعة الكشف عن الواقعة والقبض
على قتل ابنتنا».
والدها: عايز أعرف مين قتل بنتى الوحيدة.. أنا مليش عداوة مع حد
ومن ناحية لا تزال الأجهزة الأمنية بقيادة اللواءين جمال عبدالعال مدير
الإدارة العامة للمباحث وعصام سعد مدير المباحث الجنائية بالقاهرة تكثف
جهودها لضبط ملابسات الواقعة والقبض على مرتكبها. وقالت مصادر أمنية
لـ«الوطن» إن التحريات الأولية عن الواقعة توصلت إلى أن الطلقة التى أصابت
الضحية كانت من بندقية آلية وأنها اخترقت ظهرها بفتحة دخول وخروج، وأضافت
المصادر أن الطلقة طائشة وأن الطفلة ليست مستهدفة والجريمة ليست بدافع
سياسى أو دينى وأن الطفلة قتلت خطأ، وشرحت المصادر أن فريقا من ضباط
المباحث يقوم بفحص المسجلين خطر وحائزى الأسلحة النارية فى المنطقة للقبض
على مرتكب الواقعة. وكان عدد من نشطاء الفيس بوك والمواقع الإلكترونية قد
قاموا بنشر صورة الطفلة تحت عنوان ملتحون يقتلون جيسى أمام الكنيسية
الإنجيلية بعين شمس، وأضافوا أن ملتحين من الجماعة الإسلامية ومؤيدى الرئيس
المعزول هم مرتكبو واقعة القتل مستندين إلى أقوال عدد من شهود العيان
للواقعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق