أم الطفلة الشهيدة ترقد فى «العناية المركزة» مصابة بفقدان الوعى بعد سماع نبأ استشهاد ابنتها وإصابة ابنها
كتب : محمد على زيدان وميسر ياسين ومحمد أبوضيف
الأربعاء 16-07-2014 11:54
أهالى العريش يشيعون جثمان أحد ضحايا الحادث الإرهابى
يداه ترتعشان خوفاً على ابنه المحتجز بغرفة العناية المركزة بمستشفى العريش العام، وعيناه لا تزالان دامعتين، حزناً على ابنته «أميرة» التى لم تتجاوز الـ12 عاماً من عمرها، بعد أن سقطت ضحية للهجوم الإرهابى، ووجهه تكسوه ملامح الحزن على 3 حوادث وقعت فى ساعة واحدة. هذا هو حال حسام حسن، أحد سكان حى ضاحية السلام بالعريش، الذى فقد ابنته وأصيب ابنه واستشهد أخوه فى الحادث الإرهابى الذى وقع مساء أمس الأول هناك، حين أطلق الإرهابيون قذيفة هاون سقطت فى السوق التجارية بحى ضاحية السلام، ما أسفر عن استشهاد 9 أشخاص، بينهم ابنة حسام وشقيقه، وإصابة نحو 25 آخرين.
والد «أميرة» وشقيق «ماهر»: «لو الدولة ماخدتش حق الضحايا هيتسلى علينا الإرهابيين واحد واحد»
يظهر الرجل الثلاثينى، قصير القامة، متسخ الملابس، وعلى ملامح وجهه إجهاد، من ليلة طويلة قضاها متنقلاً بين عنابر مستشفى العريش، وغرفة العناية المركزة، حيث يمكث ابنه، وغرفة الاستقبال التى ترقد فيها زوجته بعد أن فقدت الوعى إثر سماعها خبر وفاة ابنتها، وفى المشرحة ترقد جثة ابنته الفقيدة. يضع «حسام» يده على خده ويمسك أوراقاً خاصة باستلام جثة ابنته.
لا يريد الرجل المكلوم تذكر تفاصيل الحادث قبل أن يتجمع أهله حوله ليواسوه ويشدوا من أزره، يأخذ نفساً عميقاً قبل أن يبدأ حديثه، ليؤكد فى البداية أن زوجته تعرضت لصدمة عصبية عند سماعها نبأ استشهاد ابنتها وإصابة ابنها، وأن ابنه يمكث الآن فى العناية المركزة ولا يدرى هل سيلحق بشقيقته أم سيكتب له الله الشفاء ويراه معافى مرة أخرى.
ويقول «ولادى كانوا مع عمهم ماهر، رايحين يجيبوا سحور من «السوبر ماركت» وفجأة سمعنا صوت انفجار قوى»، ويضيف: «لازم الدولة تتدخل وتحمى المدنيين ولو الدولة ما جابتش حق الناس اللى ماتت وسكتت يبقى عليه العوض فى البلد، والإرهابيين هيتسلوا علينا واحد واحد».
يعود الأب والزوج المكلوم ليؤكد أنه لا يريد معرفة من ارتكب الحادث، لكنه يريد أن تعرف قوات الأمن ذلك وتتخذ إجراءاتها لضمان عدم تكرار الحادث. وكعادة صائدى السمك، المهنة التى يعمل بها «حسام» على مركبه فى بحيرة البردويل ببئر العبد، يواجه المحن بالصبر ويواصل حديثه قائلاً: «أنا عارف إن دى أيام مباركة وأن رمضان شهر المغفرة، وعارف إن اللى حصل ده ابتلاء من عند الله لكن كل اللى بطلبه من ربنا أنه يصبرنى ويرزقنى خير على صبرى ويقوّم ابنى وزوجتى بالسلامة».
يصمت «حسام» ليواسيه من حوله من أقاربه ويدعون له بالصبر والثبات، ثم يتناول أخاه طرف الحديث منه ويقول «أميرة بنت أخى حسام التى استشهدت فى الحادث الإرهابى، هى طفلة لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، فى البداية خرج أخى ماهر شقيق حسام الذى استشهد أيضاً فى الحادث ليصلى التراويح كعادته ثم يذهب لشراء السحور وبعض الأدوية بعد عودته من الصلاة، واصطحب أميرة وأخاها لشراء السحور أيضاً، قبل أن يفاجأوا بالقذيفة التى أدت لاستشهاد أخى وابنة أخى الآخر، فضلاً عن إصابة أخيها الذى لم يتجاوز سنه 6 سنوات، إصابة خطيرة فى بطنه وقدمه نُقل بسببها للعناية المركزة بمستشفى العريش العام».
يصف شقيق «حسام» الإصابات التى تعرض لها شقيقه «ماهر» وأدت لوفاته، قائلاً: «فقد أخى ذراعه وقدمه، وصدره مفتوح بثقب نافذ للجهة الأخرى، كما رأيته فى المشرحة. أما أميرة فقد تعرضت لشظايا اخترقت ظهرها مما أدى إلى وفاتها، وأخوها الطفل صاحب الستة أعوام أصابته شظايا فى بطنه وهو الآن فى العناية المركزة، وتم نقلهم جميعاً إلى المستشفى بواسطة الأهالى الذين وجدوا فى مكان الحادث قبل سيارات الإسعاف ونقلوا المصابين والضحايا إلى المستشفى فى أسرع وقت».
«كان عندى فى البيت لما جاله خبر إصابة بنته».. يؤكد شقيق «حسام» أنه تلقى اتصالاً من صديق أخيه عقب سماعهم الانفجار بنحو نصف ساعة ليخبره أن ابنته وابنه فى المستشفى وأنهما تعرضا للإصابة، مضيفاً «فتوجهت مع حسام إلى المستشفى على الفور، لنكتشف أن أميرة استشهدت وشقيقنا استشهد أيضاً، وابنه فى العناية المركزة، وبمجرد سماع أمه الخبر أصيبت بصدمة نفسية وفقدت الوعى لينقلوها إلى المستشفى بجوار ابنها المصاب. منعرفش مين اللى عمل كدا ربنا وحده يعلم، وحل مشكلة سيناء الأمنية ستكون على يد الطيران الحربى مش القوات اللى على الأرض». ينفى شقيق حسام معرفته بمرتكبى العملية الإرهابية، مؤكداً أن الأمن يقوم بواجبه فى حماية المواطنين، خصوصاً بعدما تولى المشير عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية عكس أيام الرئيس المعزول محمد مرسى، التى كانت تشهد أعمال بلطجة وعنف وإرهاب خلال فترة حكمه.
hg,'k
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق