فضيحة الرشاوى القطرية تتصاعد.. الدوحة تستعين بخبير رياضى بريطانى لإنقاذ كأس العالم.. والديلى تليجراف تنصح كاميرون التزام الصمت تجاه فضيحة قطر 2022 للإبقاء على الاستثمارات والغاز
الخميس، 5 يونيو 2014 - 14:28
كتبت إنجى مجدى
واصلت الصحف البريطانية رصدها لفضيحة الرشاوى القطرية لنيل ملف تنظيم كأس العالم 2022، فقد كشفت صحيفة "التايمز" أن واحداً من أرفع الرموز الرياضية فى بريطانيا سافر سراً إلى العاصمة القطرية الدوحة، مطلع الأسبوع الجارى، فى محاولة لتقديم المشورة اللازمة، من أجل إنقاذ استضافة الدوحة لمباريات كأس العالم، المقرر أن تجرى عام 2022.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن المدير السابق لجمعية كرة القدم فى لندن ديفيد دافيس سافر إلى الدوحة بصورة عاجلة عشية نشر صحيفة "صنداى تايمز" تفاصيل الرشاوى المتعلقة بفوز قطر باستضافة كأس العالم.. ونقلت عنه: "لدى عدد من الأصدقاء ممن هم جزء من محاولة الفوز باستضافة كأس العالم، وألتقى بهم وبالطبع نتحدث عن الأمور المتعلقة بكأس العالم.. إنه أمر غير رسمى نهائياً".
وتأتى جهود المسئول الرياضى البريطانى فى الوقت الذى أعلن فيه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أن إنجلترا سوف تتنافس على استضافة كأس العالم 2022 فى حال قرر "الفيفا" إعادة المنافسة من جديد فى ضوء التسريبات التى ظهرت عن رشاوى وعمليات فساد مخالفة لقوانين الاتحاد الدولى لكرة القدم. وعمل ديفيد دافيس صحفياً رياضياً فى مجموعة قنوات وإذاعات "بى بى سى" قبل أن يلتحق عام 1994 بجمعية كرة القدم، ويصبح رئيساً لها فى العام 2003، فيما يُعرّف دافيس نفسه حالياً بأنه "مستشار غير متفرغ".
ووفق مقتطفات نقلها موقع "العربية نت" عن التايمز، رفض دافيس الكشف نهائياً عن أى من المسئولين الرياضيين الذين التقى بهم فى قطر، لكنه قال "إنه لم يتحدث إلى الرجل محل الجدل محمد بن همام".. وأضاف: "أنا كنت محظوظاً بالعمل فى كأس العالم بجنوب أفريقيا قبل أربع سنوات من الآن، أنا شبه مرهق الآن"، وتابع: "أنا صديق لبعض الأشخاص الذين يعملون هنا (قطر) لكن ليس لى أى دور رسمى نهائياً".
وأكد الرياضى البريطانى أنه موجود فى الدوحة هذا الأسبوع "من قبيل الصدفة" ولا علاقة لوجوده بما تم نشره عن فوز قطر باستضافة كأس العالم".. وردا على سؤال "التايمز" لدافيس عما إذا كان يتلقى أموالاً أو أجراً من أية جهة فى قطر، قال أنه "شخص مستقل"، وأضاف: "أنا أقوم بالعمل عندما أتلقى طلباً بالمساعدة من أى طرف، لكن ليس لى أى دور رسمى فى قطر، ولا أعمل بوظيفة كاملة مع أى جهة، لأن لدى ستة أو سبعة مهام أقوم بها داخل بريطانيا وخارجها".
ونقلت الصحيفة عن صديق لدافيس قوله، إن الرجل يقدم المشورة والنصيحة لمنظمى كأس العالم 2022 فى قطر، لكن لا علاقة مباشرة له بإدارة الأزمة الراهنة.. وكانت صحيفة "التايمز"، قد كشفت فى نسختها الأسبوعية "الصنداى تايمز" عن وثائق ومراسلات تؤكد أن المسئول القطرى محمد بن همام دفع رشاوى مالية يبلغ مجموعها خمسة ملايين دولار من أجل فوز قطر باستضافة كأس العالم فى العام 2022.
من جهتها قالت صحيفة الديلى تليجراف، إن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون ربما يأثر الصمت حيال فضيحة الرشاوى المتعلقة بملف كأس العالم فى قطر 2022، مشيرة إلى اعتماد بريطانيا الكبير على استيراد الطاقة من الدولة الخليجية الصغيرة، وهو ما يجعل من الضرورة عدم التورط فى المشكلات المتعلقة بتنظيم بطولة كـأس العالم فى الدوحة.
وتضيف الصحيفة البريطانية، الخميس، أن الفضيحة ربما تمثل اختبارا للعلاقات بين بريطانيا والدوحة. وعلى الرغم من أن الحكومة القطرية نفت بشكل قاطع تورطها فى تقديم رشاوى لأعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا للتصويت لصالحها فى 2010، فإن رئيس الوزراء البريطانى لمح إلى رغبة بلاده السعى نحو استضافة البطولة إذا تم سحبها من قطر.
وتتابع أنه بالنسبة لمجتمع قبلى مثل قطر، تم تأسيسه منذ 30 عاما فقط، فإن الفوز بحق استضافة أكبر حدث رياضى فى العالم له معان روحية كبيرة. ونظرا إلى الثقافة العربية التى تسعى دائما لحفظ ماء الوجه فإن هذه الدولة الصغيرة لن تتخلى عن البطولة دون قتال.
وفيما تسعى بريطانيا لاستغلال الفضيحة فى المنافسة على حق استضافتها، فإن الصحيفة تقول "إن الأمر يحمل فى طياته مخاطرة للمملكة المتحدة تتجاوز كثيرا الرياضة أو محاسبة المسئولين الفاسدين. وتوضح أن قطر التى تعد أغنى دولة فى العالم من حيث متوسط دخل الفرد سنويا، تتعرض لاتهامات متكررة بأنها لا تعرف أين تنفق أموالها، ومع ذلك فإن بريطانيا تتمتع باستقبال الكثير من هذه الأموال فى استثمارات داخل السوق المحلى".
وتؤكد الصحيفة أن البقاء على جذب استثمارات بلدان الشرق الأوسط الغنية بالنفط، إلى داخل المملكة المتحدة بدلا من آسيا وأمريكا يمثل أمرا حيويا للاقتصاد البريطانى. هذا بالإضافة إلى النفط القطرى، خاصة عندما يكون البديل له هو اللجوء إلى فلاديمير بوتين، مما يجعل بريطانيا رهينة للكرملين.
ويستثمر حكام قطر إما مباشرة فى الأصول البريطانية عبر صندوق الثروة السيادى العملاق، المملوك للدولة، أو من خلال فتح أبواب الإمارة للشركات البريطانية للاستثمار مباشرة بالداخل.
وتخلص الديلى تليجراف بالقول، إنه بالنظر إلى كل هذه المخاطر التى تدور بالعلاقة بين المملكة المتحدة وقطر، فربما يكون من الحكمة لحكومة كاميرون أن يترك المعركة القانونية التى لا مفر منها بين سلطات كرة القدم والدوحة أن تأخذ مجراها.
اليوم السابع
الخميس، 5 يونيو 2014 - 14:28
كتبت إنجى مجدى
واصلت الصحف البريطانية رصدها لفضيحة الرشاوى القطرية لنيل ملف تنظيم كأس العالم 2022، فقد كشفت صحيفة "التايمز" أن واحداً من أرفع الرموز الرياضية فى بريطانيا سافر سراً إلى العاصمة القطرية الدوحة، مطلع الأسبوع الجارى، فى محاولة لتقديم المشورة اللازمة، من أجل إنقاذ استضافة الدوحة لمباريات كأس العالم، المقرر أن تجرى عام 2022.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن المدير السابق لجمعية كرة القدم فى لندن ديفيد دافيس سافر إلى الدوحة بصورة عاجلة عشية نشر صحيفة "صنداى تايمز" تفاصيل الرشاوى المتعلقة بفوز قطر باستضافة كأس العالم.. ونقلت عنه: "لدى عدد من الأصدقاء ممن هم جزء من محاولة الفوز باستضافة كأس العالم، وألتقى بهم وبالطبع نتحدث عن الأمور المتعلقة بكأس العالم.. إنه أمر غير رسمى نهائياً".
وتأتى جهود المسئول الرياضى البريطانى فى الوقت الذى أعلن فيه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أن إنجلترا سوف تتنافس على استضافة كأس العالم 2022 فى حال قرر "الفيفا" إعادة المنافسة من جديد فى ضوء التسريبات التى ظهرت عن رشاوى وعمليات فساد مخالفة لقوانين الاتحاد الدولى لكرة القدم. وعمل ديفيد دافيس صحفياً رياضياً فى مجموعة قنوات وإذاعات "بى بى سى" قبل أن يلتحق عام 1994 بجمعية كرة القدم، ويصبح رئيساً لها فى العام 2003، فيما يُعرّف دافيس نفسه حالياً بأنه "مستشار غير متفرغ".
ووفق مقتطفات نقلها موقع "العربية نت" عن التايمز، رفض دافيس الكشف نهائياً عن أى من المسئولين الرياضيين الذين التقى بهم فى قطر، لكنه قال "إنه لم يتحدث إلى الرجل محل الجدل محمد بن همام".. وأضاف: "أنا كنت محظوظاً بالعمل فى كأس العالم بجنوب أفريقيا قبل أربع سنوات من الآن، أنا شبه مرهق الآن"، وتابع: "أنا صديق لبعض الأشخاص الذين يعملون هنا (قطر) لكن ليس لى أى دور رسمى نهائياً".
وأكد الرياضى البريطانى أنه موجود فى الدوحة هذا الأسبوع "من قبيل الصدفة" ولا علاقة لوجوده بما تم نشره عن فوز قطر باستضافة كأس العالم".. وردا على سؤال "التايمز" لدافيس عما إذا كان يتلقى أموالاً أو أجراً من أية جهة فى قطر، قال أنه "شخص مستقل"، وأضاف: "أنا أقوم بالعمل عندما أتلقى طلباً بالمساعدة من أى طرف، لكن ليس لى أى دور رسمى فى قطر، ولا أعمل بوظيفة كاملة مع أى جهة، لأن لدى ستة أو سبعة مهام أقوم بها داخل بريطانيا وخارجها".
ونقلت الصحيفة عن صديق لدافيس قوله، إن الرجل يقدم المشورة والنصيحة لمنظمى كأس العالم 2022 فى قطر، لكن لا علاقة مباشرة له بإدارة الأزمة الراهنة.. وكانت صحيفة "التايمز"، قد كشفت فى نسختها الأسبوعية "الصنداى تايمز" عن وثائق ومراسلات تؤكد أن المسئول القطرى محمد بن همام دفع رشاوى مالية يبلغ مجموعها خمسة ملايين دولار من أجل فوز قطر باستضافة كأس العالم فى العام 2022.
من جهتها قالت صحيفة الديلى تليجراف، إن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون ربما يأثر الصمت حيال فضيحة الرشاوى المتعلقة بملف كأس العالم فى قطر 2022، مشيرة إلى اعتماد بريطانيا الكبير على استيراد الطاقة من الدولة الخليجية الصغيرة، وهو ما يجعل من الضرورة عدم التورط فى المشكلات المتعلقة بتنظيم بطولة كـأس العالم فى الدوحة.
وتضيف الصحيفة البريطانية، الخميس، أن الفضيحة ربما تمثل اختبارا للعلاقات بين بريطانيا والدوحة. وعلى الرغم من أن الحكومة القطرية نفت بشكل قاطع تورطها فى تقديم رشاوى لأعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا للتصويت لصالحها فى 2010، فإن رئيس الوزراء البريطانى لمح إلى رغبة بلاده السعى نحو استضافة البطولة إذا تم سحبها من قطر.
وتتابع أنه بالنسبة لمجتمع قبلى مثل قطر، تم تأسيسه منذ 30 عاما فقط، فإن الفوز بحق استضافة أكبر حدث رياضى فى العالم له معان روحية كبيرة. ونظرا إلى الثقافة العربية التى تسعى دائما لحفظ ماء الوجه فإن هذه الدولة الصغيرة لن تتخلى عن البطولة دون قتال.
وفيما تسعى بريطانيا لاستغلال الفضيحة فى المنافسة على حق استضافتها، فإن الصحيفة تقول "إن الأمر يحمل فى طياته مخاطرة للمملكة المتحدة تتجاوز كثيرا الرياضة أو محاسبة المسئولين الفاسدين. وتوضح أن قطر التى تعد أغنى دولة فى العالم من حيث متوسط دخل الفرد سنويا، تتعرض لاتهامات متكررة بأنها لا تعرف أين تنفق أموالها، ومع ذلك فإن بريطانيا تتمتع باستقبال الكثير من هذه الأموال فى استثمارات داخل السوق المحلى".
وتؤكد الصحيفة أن البقاء على جذب استثمارات بلدان الشرق الأوسط الغنية بالنفط، إلى داخل المملكة المتحدة بدلا من آسيا وأمريكا يمثل أمرا حيويا للاقتصاد البريطانى. هذا بالإضافة إلى النفط القطرى، خاصة عندما يكون البديل له هو اللجوء إلى فلاديمير بوتين، مما يجعل بريطانيا رهينة للكرملين.
ويستثمر حكام قطر إما مباشرة فى الأصول البريطانية عبر صندوق الثروة السيادى العملاق، المملوك للدولة، أو من خلال فتح أبواب الإمارة للشركات البريطانية للاستثمار مباشرة بالداخل.
وتخلص الديلى تليجراف بالقول، إنه بالنظر إلى كل هذه المخاطر التى تدور بالعلاقة بين المملكة المتحدة وقطر، فربما يكون من الحكمة لحكومة كاميرون أن يترك المعركة القانونية التى لا مفر منها بين سلطات كرة القدم والدوحة أن تأخذ مجراها.
اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق