الأربعاء، 23 يوليو 2014

مسيحي مصرى وتصريح مخزن ومؤسف بعد إجباره على مغادرة الموصل



"جئت العراق قبل 25 عاما واشتعلت في كل الأعمال الشاقة، وها أنا أخرج جبرا من مدينة الموصل بشمال العراق وقد فقدت شقى العمر كله وأصبحت عاطلا عن العمل".
بتلك الكلمات لخص مواطن مصري الجنسية، مسيحي الديانة، ما جرى معه منذ أن وطأت قدمه أرض العراق قبل 25 عاما بحثا عن طاقة رزق، حتى خروجه من الموصل تاركا وراءه كل ما جمعه في حياته، بعد أن خير تنظيم "الدولة الإسلامية" "داعش" المسيحيين بين البقاء في المدينة ودفع الجزية أو إشهار إسلامهم، أو مغادرة الموصل.
وقال رمزي ممدوح، المولود في إحدى قرى صعيد مصر عام 1962، في حديث مع وكالة الأناضول: "وصلت العراق نهاية عام 1989، وتنقلت من محافظة إلى أخرى واشتعلت في كل الأعمال الشاقة، وخاصة في مجال البناء، حتى استقر بى المقام في مدينة الموصل (400 كم شمال العاصمة بغداد) عام 1995".
وأضاف ممدوح: "خلال تواجدي في الموصل، سكنت بمنزل كان يستأجره عدد من أبناء بلدي مصر، وقمت بمشاركتهم دفع الإيجار، ثم تزوجت مسيحية عراقية عام 2002، وانتقلت للعيش معها".
ومضى قائلا: "بعد زواجنا، تعاونا أنا وزوجتي على شراء بيت بسيط في منطقة الدركزلية (شمالي الموصل)، والحمد لله رزقت بطفلين عمريهما 10 و 8 سنوات".
وتابع: "طوال فترة وجودي في العراق لم تحدث لي أية مشكلة، وكنت يوميا أتوجه إلى العمل وأعود إلى البيت، وأحيانا كنت اقضي بعض الأوقات في مقاه شعبية يكثر فيها تواجد المصريين وسط الموصل".
وأضاف ممدوح: "بعد أن سيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على الموصل، أرسلتُ زوجتي وطفلينا إلى بلدة بعشيقة (17 كلم شمال شرقي الموصل) لتقطن عند إحدى قريباتها، وبقيت أنا في البيت".
واستطرد قائلا: "اثر صدور قرار "داعش" الجمعة الماضية بتخيير المسيحيين في الموصل بين إشهار إسلامهم أو دفع الجزية أو مغادرة المدينة، قررتُ أن ألتحق بزوجتي في بعشيقة، وأخذت كل أموالي والمصوغات الذهبية، أي ما خف حمله وغلا ثمنه.. لكن عناصر نقطة تفتيش لتنظيم داعش،أخذوا مني كل شيء".
وتابع موضحا: "كان معي 6 آلاف و500 دولار أمريكي، وهي شقى العمر كله، وثمن غربة طولها 25 سنة من العمل الشاق، فضلا عن مصوغات زوجتي الذهبية.. إلا أن عناصر داعش أخذوا كل شيء".
وقال أيضا: "الآن أنا عاطل عن العمل ولا اعرف كيف أتدبر أمري وأمر عائلتي".
وبحسب تقارير إعلامية محلية فإن عدد المسيحيين في الموصل لا يتجاوز بضع مئات، بعد نزوح الآلاف من المسيحيين خلال السنوات العشر الماضية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق