الأربعاء، 28 مايو 2014

إجازة رسمية ومكبرات صوت ومد فترة التصويت ورجال دين.. والمصريون: "مش نازلين"

كتب : أحمد خضر
الأربعاء 28-05-2014 01:22
أتوبيسات للدعاية الانتخابية وحث المواطنين عليالنول للتصويت
يبدو أن المواطن المصري قرر أن لا يبهر العالم خلال الانتخابات الرئاسية الحالية، فبالرغم من اتخاذ الحكومة واللجنة العليا للانتخابات عددًا من القرارات منذ نهاية اليوم الأول لعملية الاقتراع لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات، إلا أنها كانت دون جدوى.

قررت اللجنة العليا للانتخابات، مساء أمس، مد فترة التصويت في اليوم الثاني لمدة ساعة أخرى لتنتهي في تمام الساعة العاشرة مساءً.

وفي نفس الليلة، أصدر المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، قرارًا باعتبار يوم الثلاثاء إجازة رسمية، مبررًا قراره بأنه استشعر حاجة المواطنين إلى إجازة حتى يتمكنوا من الذهاب إلى مقرات الاقتراع والإدلاء بأصواتهم.

ولم تفلح القرارات السابقة في دفع المواطنين، الذين عزفوا عن المشاركة، إلى التصويت في الانتخابات الرئاسية، حيث خلت معظم اللجان من الطوابير التي "أبهرت" العالم خلال الاستحقاقات السابقة التي كان آخرها الاستفتاء على الدستور.

وأصدر إبراهيم الدميري، وزير النقل، قرارًا بعدم تحميل المواطنين الذين يستقلون المترو والسكة الحديد بدون تذاكر أي غرامات طوال يوم الثلاثاء، للتيسير عليهم وحثهم على المشاركة، لكن أيضًا دون جدوى.

وكان الحل هو جولات لعدد من قيادات الجيش والدولة لتفقد اللجان وطمأنة المواطنين المتخوفين من وقوع أي أعمال عنف أمام اللجان، حيث انتشرت قيادات الجيش بداية من وزير الدفاع ورئيس الأركان وقيادات الأفرع والمناطق على اللجان بالمحافظات لتفقد الحالة الأمنية، كما قام رئيس الوزراء إبراهيم محلب بجولات مكوكية في عدد من المناطق، لكن في المقابل ظل المواطنون في يوم إجازتهم ملتزمين المنازل، يتابعون سير العملية الانتخابية أمام شاشات التليفزيون.

شخصيات عامة وممثلون وفنانون ولاعبو كرة قدم، شاركوا أيضًا في الانتخابات الرئاسية ترافقهم وسائل الإعلام وكاميرات المراسلين في محاولة فاشلة في تحريك المواطنين من على "الكنبة" إلى طوابير الانتخابات.

ويبدو أن كل محاولات الترغيب لم تنجح في حل المشكلة، فقررت اللجنة استخدام أسلوب "الترهيب"، فصرحت اللجنة العليا للانتخابات بأن جميع المواطنين المتخلفين عن المشاركة في الانتخابات سيتم تغريمهم 500 جنيه لكل منهم، أتبعه أحد أعضاء اللجنة بتصريح آخر وهو إحالة جميع المتخلفين إلى النيابة العامة، أكده رئيس الوزراء بعد ذلك مشيرًا إلى أن ذلك إجراء قانوني سيتم تطبيقه.

الأحزاب هي الأخرى أعلنت عن اجتماع طارئ في حزب الوفد، لمناقشة عزوف المواطنين "غير المتوقع" عن المشاركة، وبحث سبل حثهم على التصويت، وأصدرت الأحزاب بيانًا في أعقاب الاجتماع دعت فيه المواطنين إلى المشاركة للقضاء على الإرهاب، مؤكدين خلاله أن مصر تتعرض لمؤامرات داخلية وخارجية تحاول النيل من استقرارها وتعطيل خارطة الطريق.

ولم ينتظر حزب النور كل ذلك، فقد دفع بجميع قياداته إلى الشوارع وخصص سيارات لنقل المواطنين من وإلى اللجان، وشارك ياسر برهامي، أحد أهم قيادات الحزب، في مسيرة بالإسكندرية بسيارات تحمل أعلام مصر، وحتى النساء اللاتي لا تظهر في معظم الأحيان، شاركن أيضًا في حث المواطنين.

مشهد آخر لافت للأنظار، حيث سيارات تحمل مكبرات الصوت تجوب في الشوارع والحواري تبحث عن الناخبين: "انزلوا شاركوا في الانتخابات، انقذوا مصر"، وما بين الحين والآخر أغنيات "تسلم الأيادي" و"بشرة خير"، حتى المساجد في القرى نادت في الناس أن شاركوا في "العرس الديمقراطي"، ولكن جميع النداءات استقبلها المواطنون بـ"ودن من طين وأخرى من عجين".

رجال الدين أيضًا كانت لهم محاولات، فمن بيان دار الإفتاء بدعوة الناس إلى المشاركة، إلى تصريحات البابا تواضروس في إحدى الفضائيات، إلى رجال الأزهر والكنيسة الذين شاركوا في التصويت وتفقدوا عددًا من اللجان، وطالبوا المواطنين بحث ذويهم على الحضور.

ومع اقتراب انتهاء اليوم الانتخابي، وندرة الناخبين في معظم اللجان، قررت اللجنة مد فترة التصويت ليوم آخر لتنتهي الأربعاء بدلًا من الثلاثاء، ولكن اللجنة لم تتوقع رد فعل مرشحي الرئاسة، حيث رفضت حملتا المشير عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي، القرار، وهدد الأخير بالانسحاب.

وبعد كل هذه المحاولات يظل السؤال: "لماذا لم يبهر المصريون العالم في هذه الانتخابات؟"، ربما كان الانشغال بـ"لقمة العيش"، كما يرى البعض، أو الارتباك في المشهد السياسي، كما يرى آخرون، أو ارتفاع درجات الحرارة، مثلما بررت اللجنة العليا للانتخابات.
الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق