كتب : إمام أحمد
11 فبراير 2013

أحدث العالم الكبير ألبرت أينشتاين، انقلابا في مفاهيم الفيزياء
الكلاسيكية، بعد طرح نظريته الشهيرة المعروفة بـ"النسبية"، والتي بدت لفترة
طويلة غامضة وعصيّة على الفهم، بعدما كسرت كل ثوابت الفيزياء التي أسسها
الأب الأول نيويتن.. ذلك لأن "أينشيتن" أدخل على القوانين العلمية ما أسماه
"البُعد الرابع" وهو الزمن. وقال إن الزمن غير محدد، ومن ثم يصبح المكان
كذلك، والحركة، والقانون العام، وكل الأجسام الكونية.. وكشف "أينشتاين"
بنظريته "وهم الثبات"، وهو نفسه الشئ الذي كشفه الطبيب عبد المنعم أبو
الفتوح.. ولكن ليس في مجال الطب أو الفيزياء، وإنما السياسة.
ألبرت "أبو الفتوح" .. مؤسس نظرية النسبية السياسية، الذي أعلن عن
قراره بمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة لغياب الشفافية والنزاهة،
وإراقة الدماء بالميادين، ولأن الجيش يحكم "جمهورية الخوف" بشكل غير مباشر:
"لا انتخابات تحت حكم العسكر" .. هكذا قال، بينما لم يفكر عبد المنعم أبو
الفتوح لحظةً في خوض الانتخابات الرئاسية السابقة، التي أجريت في عهد
المجلس العسكري الذي كان يحكم رسميًا، ولم يتردد في إعلان نفسه كأول مرشح
رئاسي محتمل، بينما الدماء كانت تملأ شوارع مصر: أمام ماسبيرو، ومحمد
محمود، ومجلس الوزراء، وفي بور سعيد، ومناطق أخرى عديدة!
غياب التوافق عن الدستور الجديد، أيضًا كان واحدًا من المبررات التي
دفعت "أبو الفتوح" للامتناع عن دخول السباق الرئاسي. لكن غياب الدستور
نفسه في المرة الأولى لم يمنعه عن مواصلة السباق الماضي حتى لحظة الخروج،
بعد حصوله عن الترتيب الرابع بين المرشحين المتنافسين.
الزمن متغير .. ومن ثم المواقف، والقرارات، والشعارات، وكل شئ.
اليوم مختلفٌ عن الأمس، وغدًا يوم جديد يختلفُ عن اليومين السابقين: ثلاثة
مواقف مقسومة على ثلاثة أيام تؤدي بنا إلى "الواحد الصحيح". هكذا يجيب في
نفسه رئيس حزب مصر القوية، ويواصل في وضع قوانين نظريته الحديثة.
طالب ألبرت أينشتاين "الإسلامي" بمحاكمة أعضاء مكتب الإرشاد بعد
أحداث الاتحادية، لكنه يرفض محاكماتهم الآن بعد الأحداث التي طالت كل مصر.
وشارك في مظاهرات 30يونيو المطالبة بإسقاط "حكم المرشد"، لكنه لم يهتف
احترامًا له.. تحققت إرادة المواطنين، وسقط نظام الإخوان، وسارع "أبو
الفتوح" بحضور اجتماع ممثلي القوى الوطنية مع الرئيس الجديد المؤقت للبلاد
بتاريخ 8يوليو عقب إقرار خارطة الطريق. ثم عاود ليصف ما حدث بـ"الانقلاب"،
قائلاً: "لا نعترف بسلطة الأمر الواقع القائمة".
لا يفقد الدكتور أبو الفتوح، حماسه في الدفاع عن كل موقف، تمامًا
ككل علماء العلوم الطبيعية داخل المعامل حين يختبروا فروضهم العملية. هو
يصدق ما يقول في اللحظة الحالية، لكن هذا لا يمنعه من تصديق "نقيض القول"
في لحظةٍ أخرى.. هكذا تحتم عليه نظريته التي أطاحت بكل قوانين السياسة،
وسبقت ما استقر عليه باحثو رسائل الماجستير والدكتوراه، بسنينٍ ضوئية.
الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق