الاثنين، 4 نوفمبر 2013

عادل حمودة يكتب - بالأسماء والمناصب .. عملاء الإخوان فى حكومة الببلاوى

11/2/2013   6:45 PM
عادل حمودة يكتب : بالأسماء والمناصب: عملاء الإخوان فى حكومة الببلاوى

خلايا الجماعة النائمة فى شركات البترول وجهاز المحاسبات والإنتاج الحربى والجمارك والكهرباء والإسكان والزراعة ومصر للطيران
 
■ الوثيقة لا تتضمن سوى منطقة واحدة فى القاهرة.. ولو أن هناك من وضع يده على جميع وثائق الجماعة بعد حرق مكتب الإرشاد فسوف نكتشف حجم كل الخلايا النائمة
 
كثير من المواقف الحكومية فى التعامل مع «الإخوان» يغلب عليها «الأنوثة».. «أنوثة» شجعت الجماعة على إشتهاء الدم.. والتلذذ بالعنف.. فى سادية سياسية ونفسية مزمنة.. وصلت فى شراستها إلى حد أنهم طلبوا أمة بأسرها فى بيت الطاعة.. ليجبروها على النوم فى سرير واحد مع قنبلة رسمت عليها صورة قرنفلة.
 
لقد تصور الوزراء الذين نادوا بالمصالحة مع الجماعة أن من السهل تحويل الكلاشنكوف إلى زهرة.. وشريط طلقات رصاص الجرانوف إلى عقد من الفل.. لكنهم.. استيقظوا على حقيقة شديدة المرارة.. أن هناك فرقا بين الفكر الصوفى والفكر الإرهابى.. بين رومانسية الكلمات وقسوة التفجيرات.
 
والمؤكد.. أن « نعومة» الحكومة فى التعامل مع ما نواجه من تجاوزات سبب صدمة مباغتة لنا.. فكثير من المسدسات التى تشهرها فى وجوه المجرمين مصنوعة من الشيكولاتة.. لا تطلق رصاصا.. وإنما عصير قصب.
 
وفى كل حرب يوجد طابور خفى.. يتآمر ويحرض ويخرب ويتجسس ويضلل ويجند ويحقق من الانتصارات أحيانا ما تعجز عنه القوات المحاربة الظاهرة.. وفى جماعة احترفت السرية.. والتقية.. تسلل طابورها الخامس إلى خلايا الدولة.. وتضاعف تمكنه منها مئات المرات فى السنة التى حكم فيها محمد مرسى البلاد.. فيما يعرف بـ«الإخونة».
 
علنا.. كشف قيادى النور يونس مخيون عن وجود 12 ألف إخوانى زرعوا فى الوظائف الرسمية.. ويرتفع الرقم فى تقديرات أخرى إلى 70 ألفاً.. بل.. ويصل فى عرف البعض إلى 200 ألف.
 
ومنذ شهور وأنا أمتلك وثائق كانت فى مكتب الإرشاد الرئيسى فى المقطم تكشف حجم السرطان الإخوانى فى الحكومة الحالية.. لكننى.. ترددت فى نشرها لمنح الخلايا المصابة فرصة لمعالجة نفسها.. أو منح السلطة البيروقراطية الجديدة بعد 30 يونيو فرصة التخلص منها.. أو السيطرة عليها.. على أن انتظارى طال.. وأملى خاب.. وتضاعف نشاط تلك الخلايا بما يثير القلق.. فكان لابد من كشفها.. وفضحها.. بحثا عن وسائل التعامل معها.. فضرباتها فى الظهر.. فى السر.. فى الخفاء.
 
لقد ظل وزير الطيران المدنى المهندس عبد العزيز فاضل نحو الشهرين دون أن يفحص ملفات مساعديه ويعرف حقيقتهم حتى فوجئ بالقبض على واحد منهم فسارع بالتخلص من ستة آخرين.
 
حسب الوثيقة فإن فى شركة «مصر للطيران» وحدها ثلاثة مهندسين ينتمون للجماعة بدرجة «عضو عامل».. هم عماد سامى وهو مهندس طيران فى إدارة التدريب.. وياسر مصطفى أبو زيد كبير مهندسى إدارة الأبحاث والتخطيط فى الشركة وياسر كبير مهندسى إدارة الصيانة والعمالة الفنية فى الشركة.
 
الوثيقة تخص منطقة شمال القاهرة وترصد أسماء «الإخوة والأخوات الحاصلين على درجة مدير عام فأكثر فى المؤسسات الحكومية».. وتبدأ القائمة بالدكتورة سمية أحمد حسنين رئيس بحوث فى معهد بحوث الأراضى والمياه.. وهى شقيقة الدكتور محمد حسنين عضو المكتب الإدارى للتنظيم فى شبرا.. وأبو الحسن أحمد مرسى الموجه بالتربية والتعليم بدرجة مدير عام.. والدكتور جمال عبد الموجود يوسف.. استشارى وكبير أطباء بالمراكز الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة ورئيس قسم الأشعة ومسئول لجنة الجودة بمستشفى جراحات اليوم الواحد بالزاوية الحمراء.
 
ولو فحصنا الوثيقة سنجد تصنيف من فى القائمة بأوصاف مختلفة.. إخوان عامل.. محب.. أخ.. قريب.
 
فى مرتبة « إخوان عامل « نجد مثلا: مهندس محمد جودة عبد الحميد.. منتدب وكيل وزارة.. هيئة الطرق والكبارى.. والمهندس خالد محمود حسونة مدير عام الشئون الفنية.. هيئة الطرق والكبارى.. والمهندس علاء عبد المنعم داود مدير عام بالهيئة القومية للأنفاق.. وعاطف السمرى مدير عام بشركة بتروجاس.. ومصطفى منير مدير عام بشركة باكين للكيماويات.
 
وفى مرتبة محب نجد مثلا: ضياء الساعاتى.. عميد شرطة سابق.. أما رائد الشرطة السابق وليد الشلقانى وعميد الجيش السابق صلاح السادات فهما فى قائمة «إخوان عامل».. لكن.. الخطر هنا.. النجاح فى اختراق أجهزة الأمن والدفاع.. وفى درجة قريب نجد اللواء سعود الشيخ.. مدير عام فى الهيئة العربية للتصنيع.. وسبق أن خدم فى البعثة العسكرية فى الصين.
 
ويلاحظ وجود مجموعة أسماء فى القائمة تركز على مسئولى التعليم لتجنيدهم أو للاستفادة منهم.. مثل دكتورة أمال عبد الله خليف أستاذ تربية عين شمس مركز تطوير التعليم ودكتورة سحر محمد أمين مستشار اللغة الألمانية بوزارة التعليم.. ودكتورة حنان عزت عبد الفتاح مسئول تخطيط البرامج كلية التربية.. ودكتورة شرين عبدالفتاح ناصر مسئول تخطيط اللغة الإنجليزية بالوزارة.. ويسرى عبدالغنى عبدالرازق مستشار مجلس إدارة جريدة الجمهورية.. وفى وكالة أنباء الشرق الأوسط قيادات لا تزال تدين لنظام الإخوان بالولاء ولم تترك مناصبها.
 
ولا شك أن السعى وراء هذه الكفاءات التربوية يؤثر فى صياغة المناهج ويعيد ترتيب الحقائق التاريخية بما يخدم الجماعة.
 
وهناك كتلة أخرى تهتم بها الجماعة فى معهد أبحاث العيون «وزارة البحث العلمى» ولهم فيها بدرجة وكيل وزارة الدكتور محمد بليغ.. والدكتورة أمل الجوهرى.. بجانب الدكتور عمرو عزب الذى يوصف فى الوثيقة بأنه محترم.. والدكتورة أميرة عبد العظيم التى توصف بأنها «قريبة».
 
يوصف أيضا بالقريب.. عادل حسين وكيل وزارة الجهاز المركزى للمحاسبات.. وعبد المنعم عبد الجليل مدير عام بمصنع 18 حربى.. ومحمد محمد سالم ورشح لرئاسة مصلحة الجمارك.. ومحمد نجيب عفيفى المدير العام بنفس المصلحة.. وعادل محيى الدين سالم وكيل وزارة الجهاز المركزى للمحاسبات إدارة الائتمان.. ومحمد السيد دياب الغمرينى مدير عام مركز التضامن الاجتماعى فى مجمع التحرير.. وعميد سعد بطيشة رئيس مطحن الإسماعيلية.
 
ويتشعب السرطان الإخوانى ليصل إلى الجهاز العصبى للدولة المصرية.. ومثال ذلك: طارق محمدى نصار المدير عام فى شركة المقاولون العرب.. والمهندس أحمد سعيد عبدالعظيم مدير عام بالهيئة القومية للسكك الحديدية.. وبدرجة محب يأتى الدكتور حاتم آدم حاتم مدير عام فى وزارة الكهرباء.. عبد الله عودة مدير الحفر بشركة جابكو.. ومصطفى عبد التواب حواس مدير عام الشئون الاجتماعية فى الحوامدية.. وعادل معاذ سرور وزارة الإسكان «مع الوزير مباشرة» حسب الوثيقة.. مهندس رزق حسين مدير مدرسة الثانوية الصناعية بالبدرشين.. والمهندس ربيع فهيم حماد مدير الجهاز التنفيذى للمشروعات الصناعية.. والمهندس محمد محمود عبده لبنة رئيس قطاع بشركة الحديد والصلب.. والدكتور أسامة الجيار رئيس قسم التأمين الصحى.. وغيرهم.
 
ولا أطالب بحرمان كل من ينتمى للجماعة أو محب لها بترك وظيفته لكننى أطالب بأن يكون كل منهم أمينا عليها.. وأن يرضى ضميره فى كل ما يتقاضاه منها.. وما يجنيه من ورائها.. وألا يفرق بين مواطن وآخر.. كما حدث مع نقيب الشرطة إسلام محمد إقبال الذى أصيب فى محاولة تفجير مبنى مدير أمن جنوب سيناء وعندما ذهب إلى مستشفى شرم الشيخ خشى أن يكون قد أصيب بانفجار فى القرنية فقال له الطبيب: «ده بسبب اللى بتعملوه فى رابعة».. مثل هذا الطبيب كيف يبقى فى مكانه؟.. ومن يحذو حذوه يجب أن يلقى ما يستحق من مصير.
 
لابد من مراجعة تصرفات القيادات الإخوانية فى الجهاز الإدارى.. هل تؤدى عملها بكفاءة.. بما يرضى الله.. هل تتراخى.. هل تلعب دورا سلبيا.. هل تتستر على جريمة ارتكبها أعضاء فى الجماعة؟
 
والمؤكد.. أن الوثيقة لا تتضمن سوى منطقة واحدة فى القاهرة.. ولو أن هناك من وضع يده على جميع وثائق الجماعة بعد حرق مكتب الإرشاد فسوف نكتشف حجم كل الخلايا النائمة.. وهذه مهمة كل وزارة ومؤسسة.. إن وزارة المالية لم يتغير فيها أحد من القيادات.. ووزارة الزراعة.. ووزارة الحكم المحلى.. وهناك تكاسل متعمد من بعض السفراء الذين عينوا فى وقت الإخوان.. فهم يقبضون ولا يعملون إلا ما يطلب منهم.
 
ولو كانت الجماعة فشلت فى العمل فوق الأرض فإنها بعودتها مرة أخرى إلى التنظيمات السفلية ستجد نفسها أكثر تفوقا.. ومن ثم فإن علينا ألا نتعجل الفوز فى معركة الإرهاب.. وعلينا أن نعرف أن اصطياد الجواسيس لا يقل أهمية عن اصطياد الإرهابيين.
 
إن الحرب الباردة أحيانا أشد ضراوة من الحرب الساخنة فما بالنا ونحن مع الإخوان نقاتل الحربين.
 
لقد انتصرت الدولة العميقة على الجماعة الهشة علنا فهل تواصل انتصاراتها على الخلايا النائمة سرا؟
 
التحدى كبير.. أكبر مما نتصور.. فلم يحن الوقت بعد للألعاب النارية.
 



المصدر : بوابة الفجر الاليكترونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق