السبت، 12 أكتوبر 2013

عــاجــل .. تصريحات خطيرة من قائد العمليات الخاصة

قائد العمليات الخاصة: «مرسى» طلب اعتقال 70 شخصية سياسية وإعلامية لكن وزير الداخلية رفض وقال له: «هامشى من الوزارة».. اللواء مدحت المنشاوى: والله العظيم لم نطلق رصاصاً فى «رابعة»

السبت، 12 أكتوبر 2013 - 08:30
اللواء مدحت المنشاوى قائد العمليات الخاصة بالداخلية 
كتب - محمود عبدالراضى
قال اللواء مدحت المنشاوى قائد العمليات الخاصة بالداخلية، إن الرئيس السابق محمد مرسى طلب من وزير الداخلية الحالى اللواء محمد إبراهيم اعتقال 70 شخصية من بينهم سياسيون وقضاة وإعلاميون وأن وزير الداخلية رفض تنفيذ حملة الاعتقالات وهدد بترك الوزارة، واعترف المنشاوى بأن القوات التى شاركت فى فض اعتصام رابعة العدوية لم تطلق رصاصة واحدة وأن الضباط والجنود فوجئوا بجثث داخل أكفان فى الاعتصام تنبعث منها روائح كريهة وأن هذه الجثث يبدو أنها كانت معدة للتصوير والمتاجرة بها أمام وسائل الإعلام الغربية، مؤكداً أن القوات الخاصة مستعدة لكافة العمليات النوعية لاقتحام البؤر الإرهابية مهما تكلفت من تضحيات فى سبيل بسط الحالة الأمنية واقتلاع جذور الإرهاب.

ما هى طبيعة عمل العمليات الخاصة؟
- عمل ضباط العمليات الخاصة ينقسم إلى شقين، الأول هو تأمين المنشآت والمؤسسات التى تحتاج مقومات خاصة فى عمليات التأمين، الشق الثانى هو مواجهة الإرهاب والتصدى للعمليات الإجرامية التى تهدف إلى النيل من الوطن وتكدير السلم العام.

حدثنا عن طبيعة تدريب وتسليح ضباط العمليات الخاصة وعددهم؟
- كل ما أستطيع أن أقوله لك أن لدينا عددا مناسبا جداً للتأمين والتصدى للأعمال الإجرامية، وقد يتم الاستعانة بنا أو نستعين نحن بأفراد من قطاعات أخرى، وإعداد الضباط والأفراد وتدريبهم يتم على أعلى مستوى من الدقة والكفاءة ويكون فى النهاية لدينا فرد يمتلك الشجاعة والاستبسال والثبات وسرعة البديهة، وضابط العمليات الخاصة دائما يحمل كفنه على يديه، فنحن نواجه الموت كل لحظة دون أن يقلل ذلك من أداء واجبنا، وهناك روح معنوية عالية مصاحبة للضباط والأفراد فى العمليات الأخيرة، وعندما ننزل مهمة تستهدف تطهير إحدى البؤر الإجرامية فى مكان ما يكون العدد المطلوب مثلاً 10 ضباط على سبيل المثال، أجد هناك 20 ضابطا مستعدين للنزول ويصر الجميع على المشاركة، وأمام إلحاح الضباط نضطر للمشاركة بأعداد أكبر فى هذه المأموريات، كما أن هناك «خناقات» تحدث بين الضباط على أولوية الاقتحام، فروح الاستبسال موجودة لدى الجميع، لدرجة أننى عندما أريد معاقبة ضابط أحرمه من المشاركة فى مأمورية وهذا أشد أنواع العقاب على الإطلاق.


كيف كان يعمل ضباط العمليات الخاصة فى ظل وجود جماعة الإخوان المسلمين فى الحكم؟
- الإخوان المسلمون كانوا «مافيا» تضر بمصالح البلاد، ولو كانوا يدركون جيدا معنى جملة «قال الله وقال الرسول» ما فعلوا هذه الأعمال الإجرامية بالبلاد، لكنهم وحدوا الشعب المصرى الذى وقف يداً واحدة ضد هذه الجماعة الإجرامية، فى ظل الخطابات الكارثية للرئيس السابق محمد مرسى، خاصة الخطاب الأخير قبل الثورة والذى تحدث فيه عن نفسه، «كان ناقص يقول للناس أنا ربكم الأعلى».

كيف كانت تدار وزارة الداخلية وقطاع العمليات الخاصة أثناء حكم الرئيس مرسى؟
- الرئيس المعزول محمد مرسى طلب من اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية تنفيذ قائمة اعتقالات واسعة تضم 70 شخصية بينهم قضاة واعلاميون ورجال سياسة ورموز مجتمع وفنانون، لكن الوزير رفض بشدة، وعندما حاول مرسى الضغط عليه قال اللواء محمد إبراهيم «أنا هامشى من الوزارة».


رغم أن مرسى اختار اللواء محمد إبراهيم بنفسه ليكون وزير الداخلية؟
- اللواء محمد إبراهيم أكد لى أنه لم يعرف مرسى قبل نجاحه بمنصب رئاسة الجمهورية ولم يلتق به قبل ذلك إلا مرة واحدة، عندما كان اللواء محمد إبراهيم مدير أمن أسيوط وتصادف وجود مرسى بها أثناء الدعاية الانتخابية، وأثناء عودة مرسى بالطائرة كان فى المقعد المجاور له اللواء محمد إبراهيم ودار بينهما حديث لبعض الوقت وهنا حدث التعارف بينهما، وكان مرسى يعلم أن محمد إبراهيم «راجل طيب» ومجتهد فى عمله، وعندما نجح فى الانتخابات قرر أن يكون محمد إبراهيم وزيرا للداخلية، ولكن مع تصاعد المظاهرات والمطالبة برحيل مرسى من السلطة حاول الرئيس المعزول استغلال الداخلية فى قمع المتظاهرين وتنفيذ حملات اعتقالات، لكنه اصطدم بقرار محمد إبراهيم الصارم بعدم تدخل الداخلية فى الأمر حتى لو ترك منصبه، فالوزير كان ولايزال رجلا وطنيا بالرغم من محاولات تشويه صورته ووصفه بأنه إخوانى.

هذا يعنى أن الأمن انحاز للشعب قبل وأثناء ثورة 30 يونيو؟

- الشرطة كانت محبطة وكنا ننتظر الخلاص مثل الشعب تماما، وكنا نتناقش فيما بيننا، هل يستطيع الشعب أن يزيح الإخوان فى 30 يونيو، وللحقيقة نحن حركنا سيارات الشرطة فى الشوارع قبل 30 يونيو دون الرجوع لأحد، حتى نطمئن الناس أن الشرطة جهاز وطنى سيكون معهم ولن تكون أداة فى يد النظام.

هل التقيت مرسى قبل 30 يونيو؟
- جمعنى به لقاء فى إحدى المرات وتحدثت معه عن نيابة الثورة، فهاج قائلا «ما فيش حاجة اسمها نيابة ثورة ناقص تقولى إن النائب العام إخوان كمان ومصر تعيش فى زمنى عصرا ديمقراطياً»، وكان يحاول إدخال وزارة الداخلية فى كمين عن طريق وضعها فى مواجهة الشعب لكن الوزير أيقن هذا المخطط ولم ينصع له رغم الضغوط عليه وكل ما أستطيع قوله أن ما حدث فى 30 يوينو كان من ترتيب ربنا، فلم يكن أحد يتوقع أن تتم إزاحة الإخوان ونظام حكمهم بعد عام واحد وهم الذين أكدوا أنهم لن يتحركوا من السلطة إلا بعد 500 سنة.

بعد سقوط الإخوان أصبحت رابعة العدوية خطراً على الأمن.. فما كواليس فض هذا الاعتصام؟
- وضعنا الخطة وتحركنا نحو موقع الاعتصام وتم إطلاق الرصاص علينا بكثافة وسقط منا شهداء ومصابون، وهاتفنى الوزير بعدها بـ10 دقائق لبحث التطورات والوقوف على آخر الأخبار، فقلت له: «سنقتحم مهما كلفنا الأمر» وبالفعل دخلنا المكان، لكننا فوجئنا بأن الإخوان صدروا لنا السيدات والأطفال، ونحن نراعى البعد الإنسانى فى عملنا ونعتبر ذلك من أولوياتنا وقيمنا كجهاز شرطى، وقسما بالله لم نطلق رصاصة واحدة لأننا نعلم أن الرصاصة التى سيتم إطلاقها على هذا العدد الكثيف من المعتصمين قد تخترق وتصيب أكثر من شخص، ومن المشاهد المثيرة للدهشة والاستغراب أننا وجدنا جثثا لأشخاص ماتوا منذ أيام والروائح الكريهة كانت تنبعث منها، والمؤكد أنهم احتفظوا بها للاتجار بهذه الجثث وتصديرها لوسائل الإعلام الخارجية، كما وجدنا جثثا داخل أكفان وادعى الإخوان أن الأمن قتلهم أثناء الاقتحام، فكيف يتم القتل ووضع الجثة فى الكفن خلال دقائق؟ كما شاهدنا أشخاصا تم احتجازهم وتعذيبهم، حيث كانت المنطقة مرتعا للأعمال الإجرامية، ولا أتصور كيف كان يقيم هذا العدد من الأشخاص فى هذه المنطقة ويختلط فيها الرجال بالنساء مع الأطفال، ومن يقولون إن هناك نكاحا للمجاهدات أقول لهم ما كان يحدث فى رابعة اسمه «نكاح الجماعة».


هل كان هناك قناصة على أسطح المنازل المجاورة لمنع الشرطة من الاقتحام؟
- أطلق علينا بالفعل القناصة الرصاص، فالإخوان حرضوا الشباب على الشرطة فكانوا يملأون رؤوسهم بخرافات مثل نزول جبريل فى رابعة، وأن النبى صلى الله عليه وسلم قدم محمد مرسى عليه فى الصلاة، فما كان يقال فى رابعة العدوية الطبيعى أن يقال فى مستشفى الصحة النفسية فى العباسية لأن «اللى قايل مجنون والمستمع برده مجنون»، وكانت هناك ضرورة لعزل الإخوان عن الشعب خوفا من انتشار العدوى.

بعد الدور المهم لقطاع العمليات الخاصة فى الفترة الماضية وحتى الآن.. هل تتلقون تهديدات من قبل أتباع للجماعة؟
- بالطبع هناك استهداف شخصى لنا، كما أن التهديدات اليومية لا تنقطع، لكن لن أتوانى أنا أو أى ضابط عن أداء عملنا حتى تحقيق إرادة مصر والمصريين وفرض الأمن والانضباط فى الشارع المصرى، وأمن الناس والوطن فى أعناقنا، وهناك فريق عمل مخلص من أبنائى الضباط والأفراد يعملون بنفس الروح.

ما هى آخر التطورات فى كرداسة ومتى يتم تطهير الصف وأطفيح؟
- حققنا نجاحا كبيرا فى كرداسة وضبطنا أكثر من %90 من المطلوبين فى هذه البؤرة الإجرامية، كما ضبطنا كميات كبيرة من السلاح مع متهمين بمنطقة «القطا»، منها قنابل وبنادق آلية ومضادات للطائرات وذخيرة وآر بى جى، ومشطنا بعد ذلك الزراعات وساعدنا الأهالى فى ذلك، وتمكنا من ضبط 5 متهمين وتبين تورطهم فى اقتحام مركز شرطة كرداسة الذى راح ضحيته 11 ضابطا وفرد أمن بينهم المأمور اللواء محمد جبر ونائبه العقيد عامر عبدالمقصود، وطوال العمليات الأمنية الناجحة فى كرداسة لم نصب مواطنًا واحداً، والتزمنا بالبعد الإنسانى ونجحنا فى عمليات الاقتحام والتسليم والتسلم وسط بسالة وإقدام من الضباط، وفى القريب العاجل سنقوم بتطهير الصف وأطفيح وجميع المناطق التى تحوى الإرهاب فالقادم أفضل بإذن الله، ولكن على المصريين تحمل هذه الفترة العصيبة، فقد نجحوا فى إقصاء الإخوان وهو أكبر عبء ونحلم بالأفضل دائما.

ماذا عن الأعمال الانتحارية والتفجيرات الأخيرة فى عدة محافظات. وما هى الخطط الأمنية للتعامل معها؟
- الإخوان يعيشون الآن مرحلة ما بعد الانتحار، ويريدون إحداث حالة من الارتباك والتشتيت للمنظومة الأمنية هنا وهناك، وضرب الأمن واستهداف عناصره وكذلك ضرب السياحة من خلال ارتكاب أعمال إجرامية فى مديرية أمن جنوب سيناء وأؤكد لك أنه سيتم السيطرة على ذلك، وأن الأيام القليلة المقبلة ستكون هى الأفضل وسينتهى الإرهاب.

حدثنا عن العمليات الأمنية فى سيناء وهل تم تطهيرها من التكفيريين؟

- الجيش والشرطة حققوا ملحمة بمعنى الكلمة فى سيناء، وتمكنا من فرض السيطرة عليها واخترقنا أماكن لم تدخلها قوات الأمن منذ 17 سنة، وعندما دخلنا هناك قال لنا أحد الأعراب «اتأخرتوا 30 سنة»، فقد عشنا أياما صعبة وكنا ننام فى المساجد مع الأفراد والجنود، وتم إطلاق نار علينا بالـ آر بى جى أكثر من مرة وزرع الإرهابيون الألغام لنا أكثر من مرة، ووسط هذه الظروف الصعبة تجد الجندى والضابط يقف ببسالة ولا يعبـأ بذلك فى سبيل هذا الوطن الغالى.


حدثنا عن الضابط الشهيد محمد أبوشقرة وقصة استشهاده؟
- محمد أبوشقرة قصته لا تختلف كثيراً عن قصص العديد من مئات الشهداء الذين ماتوا دفاعا عن الوطن، وتردد أن خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان كان متورطاً فى قتله، فماذا ننتظر من هذه الجماعة المحظورة.


كيف تتعاملون مع الجهاديين أثناء المواجهة واقتحام أوكارهم؟
- الجهاديون يبادلونك إطلاق الرصاص عند بداية الهجوم، ويعتمدون على الأساليب الانتحارية، ومن ثم يكون التعامل معهم مباشراً، ونحن لدينا قدرات فى التعامل مع هذه النوعية من الأشخاص، وهناك تضاريس وأماكن وعرة تحول دون تنفيذ بعض المهام لكننا نستطيع التغلب على أية عوائق، وأصعب ما يواجهنا عندما يستخدم هؤلاء المتطرفون الأطفال والنساء كدروع واقية للتصدى للأمن خاصة فى سيناء عند اقتحام المنازل لهدم الإنفاق.

هل نسمع نبأ القبض على عصام العريان وعاصم عبدالماجد قريبا؟
- عصام العريان وعاصم عبد الماجد أشباه بنى آدمين، ويحاولون تقليد بن لادن بعمل شرائط لإذاعتها عبر قناة الجزيرة، ولن يفلت أحد من العدالة وجميعهم سوف يقعون فى قبضة الأمن كما سقط المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد الذى شاركنا فى القبض عليه وكذلك المرشد محمد بديع نفسه، وحازم صلاح أبو إسماعيل ومؤخراً القيادى عمرو زكى.

كيف ترى الفريق أول عبدالفتاح السيسى؟
- الفريق السيسى رجل بمعنى الكلمة ويفهم ويعى ما يفعله والتف الشعب حوله لأن أعماله وقراراته خارجة من القلب فوصلت إلى الشعب سريعاً وأحبه الجميع.

والشعب المصرى ذكى ونزل عندما دعاه السيسى للتفويض ضد الإرهاب، وهذه الثقة مستمرة، ولا أرى أفضل منه ليكون رئيساً للمرحلة المقبلة.

هل جهاز الأمن قادر على تأمين الانتخابات المقبلة والاستفتاء على الدستور؟
- نعم نحن قادرون على تأمين الانتخابات وكذلك الاستفتاء على الدستور، ووزارة الداخلية سوف تبذل كل جهودها لتأمين كافة المنشآت والممتلكات والفعاليات السياسية القادمة وإذا كانت مصر تحتاج إلى تضحيات جديدة فنحن جاهزون ومستمرون فى خدمتها وخدمة شعبها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق