السبت، 12 أكتوبر 2013

هل يحشد الإخوان لموقعة “عيد الأضحى”؟!

مظاهرات الاخوان
عبر سنوات عديدة، اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين صلاة العيد – سواء الأضحى أوالفطر- مناسبة كبري لاستعراض عضلاتها في مصر وحشد الآلاف من أنصارها على امتداد خارطة مصر، ومع عزل الرئيس محمد مرسي وتشدد الجماعة في رفض أي جهود للتهدئة تكتسب صلاة العيد الثلاثاء القادم أهمية قصوى للجماعة باعتبارها ميدانا جديدا للمضي قدما في إستراتيجية ” إرباك المشهد ” عبر إثارة العنف والاشتباكات، لاسيما بعد أن عجزت الدولة عن القضاء على تلك الإستراتيجية مع بدء العام الدراسي وتفجر أحداث الفوضى في أكثر من جامعة مصرية.
من المشاهد القديمة المألوفة في القرى والنجوع والمدن الصغيرة أن يذهب العجائز للصلاة في المسجد المحكم الغلق تجنبا لبرودة الصباح الباكر، بينما يحتشد مئات الشباب للصلاة في الساحات المفتوحة خلف إمام لا يتبع وزارة الأوقاف ويتطرق لموضوعات سياسية ساخنة تعكس رؤية الجماعة للواقع من منظورها الخاص الذي يلبسه الخطيب لباس الدين. هنا يخطف الأضواء ما يسمي ” لجنة النظام ” وهم عناصر اخوانية تحت العشرين ترتدي زيا أنيقا موحدا وتوزع على الأهالي الرطب والمياه مع الحرص على التعطر بالمسك، وكذلك بعض الكتيبات الدينية الصغيرة كهدايا مجانية، فضلا عن الملصقات والبوسترات التي تحمل شعارات التنظيم، بينما المكان كله يعج باللافتات الضخمة التي تهنئ المصلين بالمناسبة، بالإضافة إلى أقواس سعف النخيل التي يعبر أسفلها المارة.
الآن يعتقد كثير من المصريين أن هذه الأجواء الاحتفالية لم تكن ” خالصة لوجه الله ” وهو ما يتجاهله قادة الجماعة وهم يخططون لإطلاق مسيرات حاشدة تتحرك بعد صلاة العيد مباشرة . ويراهن هؤلاء على المساجد والساحات التي كانت تعد فيما سبق ” مناطق نفوذ تقليدية ” لهم مثل ساحة مسجد الصالحين بالإسماعيلية التي تشهد نشاطا من جانب الجماعات المساحة ضد الجيش، حيث تخطط الجماعة للتوجه إلى أحد الحواجز العسكرية القريبة والتظاهر أمامها. هناك أيضا – وعلى سبيل المثال لا الحصر- ساحة إستاد دمياط الرياضي التابع لوزارة الشباب والرياضة والذي كانت تزهو الجماعة بقدرتها على حشد 20 ألف مواطن به .
السلطات من ناحيتها تعمل على قدم وساق من أجل التصدي لما تعتبره ” مخططا اخوانيا لإفساد فرحة المصريين في العيد ” .
وزارة الداخلية أعلنت حالة استنفار أمني بين مديريات الأمن في المحافظات المختلفة ليس فقط للتصدي لأي محاولة للخروج عن السلمية في تظاهرات الجماعة، بل أيضا لمنع الاشتباكات بينهم وبين الأهالي حيث بات السيناريو معروفا: بدايات سلمية يعقبها هتافات مسيئة للجيش تستفز الأهالي فتقع الاشتباكات، فيشعر الإخوان بتحقق هدفهم الاستراتيجي وهو إبقاء الأوضاع مشتعلة تنفيذا لتهديدهم الشهير: هنولع البلد لو مرسي مشي!
وزارة الأوقاف المصرية دخلت على خط المواجهة، إذ أعلنت أنها خصصت أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة ساحة للصلاة على مستوى الجمهورية يؤدي الصلاة فيها أئمة ودعاة ” رسميون ” مع عدم السماح إطلاقا باستغلال تلك المناسبة لتحقيق أي مكاسب سياسية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق