ساعة
الصفر هي أصعب اللحظات علي متخذ القرار خاصة إذا كان هذا القرار نابعا من
ضمير وطني ويتحدد من خلاله مستقبل الأمن القومي لمصر وعندما وصلت جماعة
الإخوان المسلمين إلي سدة الحكم أسقطت من قواميسها كل هذه المفاهيم وارتمت
في أحضان الولايات المتحدة الأمريكية وكان لديها الاستعداد للتحالف ولو مع
الشيطان مقابل الاستمرار في السلطة إلي الأبد.
وبعد عام واحد فقط من وصول الجماعة إلي حكم مصر كان السقوط مروعا لأنها لم تتفهم طبيعة هذه الدولة وتخيلو في هذا العام كانت هناك العديد من الأسرار سنزيح عنها الستار لأول مرة في هذا الملف دفعت الجنرال إلي الزئير ولأن الأسد لايأكل أولاده كما قال الفريق أول عبدالفتاح السيسي فقد احتضن الجيش شعبه وانحاز اليه كعادته وطوال هذا العام العاجف من حكم الإخوان فقد كانت المؤسسة العسكرية أمينة علي الوطن ومقدراته ومتابعة لمحاولات قيادات الجماعة باختراق الأمن القومي المصري إلا أن جميع هذه المحاولات تم التصدي لها وإحباطها.
تخيلت الجماعة أن السيسي ورجاله أعطوا ظهورهم للشعب المصري وتركوا الوطن للإخوان وأن الرجل لا يلتفت إلا لعمليات التدريب بالقوات المسلحة ولكن في الكواليس كانت هناك تفاصيل أخري.. فلم تغب عيون الجنرال ولو للحظة عن مصالح الوطن كما أن غرف عمليات القوات المسلحة وأجهزة الدولة السيادية كانت تتابع عن قرب تحركات الرئيس المعزول والعلاقة مع الأمريكان والمخططات الجديدة التي تحاك للشرق الأوسط علي الهوي الأمريكي.
الملف الأول الذي كسر حاجز الثقة بين الدولة والإخوان هو ما قام به الرئيس المعزول في بداية الشهور الأولي لحكمه عندما قاد مفاوضات التصالح بين إسرائيل وحماس بعد إطلاق الأخيرة صواريخ متطورة علي تل أبيب والقصة المعروفة في هذا الإطار أن مرسي قاد هذه الاتفاقات من خلف ظهر كل الأجهزة السيادية في مصر أما الجزء الخفي فهو ماذا تم في هذا الاتفاق علما بأن الصواريخ التي أطلقتها حماس وأثارت الرعب في إسرائيل إيرانية الصنع وأن طاقماً من المهندسين العسكريين السوريين قام بعمليات فنية لتركيب وتسهيل إطلاق هذه الصواريخ ثم ذهب المعزول مرسي لينزع فتيل كل ذلك لحماية إسرائيل ارضاء للولايات المتحدة الأمريكية وهي الواقعة الاولي التي يتولي فيها اي رئيس مصري توقيع أي اتفاق دولي دون الرجوع إلي أجهزة الدولة السيادية وتدارس هذا الأمر معهم .
كانت هذه اللحظات حرجة بعد هذا الخطاب خاصة داخل الغرف المغلقة وعندما توجه الفريق أول عبدالفتاح السيسي لمراجعة مرسي في هذا الأمر كانت هناك طامة كبري في انتظاره وقنبلة جهزها الإخوان للانفجار في وجه الجميع وما إن أخبر السيسي مرسي بأن الجيش المصري لن يشارك في أي عمل عسكري في سوريا إلا وفوجيء برد جاهز بأنه لم يطلب من الجيش المصري الذهاب للحرب في سوريا ولكنه يريد من وحدات الجيش المصري تجهيز معسكرات تدريب للجيش الحر من المتطوعين في سيناء فقط.
ورغم كل هذه الكوارث التي صنعها الإخوان وتم تنفيذها بواسطة الرئيس المعزول إلا أن محاولات التقويم كانت مستمرة وتوجيه النصح لمرسي ورفاقه لم ينقطع لكن كل هذه المحاولات وجهت بآذان صماء .
وبهذه الحجج نصح أحد قادة الإخوان الرئيس المعزول وأكد له أنه لاداعي للقلق لأن الجيش لن يتدخل وأن جحافل الجماعة ستتصدي لأي مظاهرات وأنه -أي مرسي- ليس مثل مبارك لأن وراءه فصيلا كبيرا ذا جذور تاريخية تضمن له الحماية.
وتناسي هذا الناصح غير الأمين أن زئير الجنرال سيطيح بالتأكيد بألف جماعة من أمثالهم كما تناسي أنه ليس أمام عبدالفتاح السيسي المقاتل فقط ولكنه امام شخصية تدربت وتعلمت ودرست السياسة ومارستها وأن عمله في المخابرات الحربية أتاح له الفرصة للاحتكاك بكل قطاعات الدولة بخلاف الجماعة التي عملت في كهوف الظلام لسنوات طويلة .
فسجل الفريق أول "عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي" حافل ومشرف وطويل حيث ، حصل علي بكالوريوس العلوم العسكرية 1977م، كما حصل علي ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان 1987م، ومن كلية القادة والأركان البريطانية 1992م، بالإضافة إلي زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا 2003م، وزمالة كلية الحرب العليا الأمريكية 2006م، هو متزوج ولديه ثلاثة أولاد وبنت. تدرج "عبد الفتاح السيسي" في عدد من المناصب العسكرية حيث عمل في سلاح المشاة، وتولي جميع الوظائف القيادية فكان رئيس فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع، وقائد كتيبة مشاة ميكانيكي، وملحق دفاع بالمملكة العربية السعودية، وقائد لواء مشاة ميكانيكي، ورئيس أركان المنطقة الشمالية العسكرية، حتي أصبح قائد المنطقة الشمالية. كما تولي "السيسي" منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وكان أصغر أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة حتي أصدر الرئيس المعزول "محمد مرسي" في 12 أغسطس 2012م قرارًا بترقيته من رتبة لواء إلي رتبة فريق أول وتعيينه وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة، خلفًا للمشير محمد حسين طنطاوي. كما يعلم الجميع أن القائد العام للقوات المسلحة المصرية نال خلال مشواره العسكري العديد من الميداليات والأنواط حيث حصل علي ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة 1998م، ونوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية 2005م، ونوط الخدمة الممتازة 2007م، وميدالية 25 يناير 2012م، بالإضافة إلي نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولي 2012م.
القريب من الجنرال السيسي يدرك جيدا أن الرجل غير عادي رغم ما يتمتع به من بساطة وتواضع وتدين شديد وحرص تام علي عدم المتاجرة بهذا الالتزام كما أنه رجل المهام الصعبة فرغم أنه أثناء ثورة 25 يناير كان أصغر أعضاء المجلس العسكري إلا أنه كان معهم وأول من دخل ميدان التحرير في يوم 28 يناير وحاول طمأنة الشباب بأن ولاء الجيش المصري لشعبه فقط كما أنه لم يتبني أي أفكار تطالب باقصاء الإخوان من المشهد وقتها باعتبار أن مصر ملك لكل المصريين.
وكان قادة الجماعة يضعون اعينهم علي السيسي من بعيد وقتها واعتبروه رجلهم في المرحلة المقبلة لأنه الرجل الأكثر تدينا كما كانوا يعلنون ولكن في حقيقة الامر كانوا يعتقدون أن شغل السيسي لمنصب مدير المخابرات الحربية سيسهل لهم الإلمام بكل أسرار المؤسسة العسكرية من خلاله إلا أن أحلامهم ذهبت مع الريح لأنهم تناسوا أن الرجل يدين للوطن وشرف العسكرية ولن يفرط في ولائه لهم.
وبعد عام واحد فقط من وصول الجماعة إلي حكم مصر كان السقوط مروعا لأنها لم تتفهم طبيعة هذه الدولة وتخيلو في هذا العام كانت هناك العديد من الأسرار سنزيح عنها الستار لأول مرة في هذا الملف دفعت الجنرال إلي الزئير ولأن الأسد لايأكل أولاده كما قال الفريق أول عبدالفتاح السيسي فقد احتضن الجيش شعبه وانحاز اليه كعادته وطوال هذا العام العاجف من حكم الإخوان فقد كانت المؤسسة العسكرية أمينة علي الوطن ومقدراته ومتابعة لمحاولات قيادات الجماعة باختراق الأمن القومي المصري إلا أن جميع هذه المحاولات تم التصدي لها وإحباطها.
تخيلت الجماعة أن السيسي ورجاله أعطوا ظهورهم للشعب المصري وتركوا الوطن للإخوان وأن الرجل لا يلتفت إلا لعمليات التدريب بالقوات المسلحة ولكن في الكواليس كانت هناك تفاصيل أخري.. فلم تغب عيون الجنرال ولو للحظة عن مصالح الوطن كما أن غرف عمليات القوات المسلحة وأجهزة الدولة السيادية كانت تتابع عن قرب تحركات الرئيس المعزول والعلاقة مع الأمريكان والمخططات الجديدة التي تحاك للشرق الأوسط علي الهوي الأمريكي.
الملف الأول الذي كسر حاجز الثقة بين الدولة والإخوان هو ما قام به الرئيس المعزول في بداية الشهور الأولي لحكمه عندما قاد مفاوضات التصالح بين إسرائيل وحماس بعد إطلاق الأخيرة صواريخ متطورة علي تل أبيب والقصة المعروفة في هذا الإطار أن مرسي قاد هذه الاتفاقات من خلف ظهر كل الأجهزة السيادية في مصر أما الجزء الخفي فهو ماذا تم في هذا الاتفاق علما بأن الصواريخ التي أطلقتها حماس وأثارت الرعب في إسرائيل إيرانية الصنع وأن طاقماً من المهندسين العسكريين السوريين قام بعمليات فنية لتركيب وتسهيل إطلاق هذه الصواريخ ثم ذهب المعزول مرسي لينزع فتيل كل ذلك لحماية إسرائيل ارضاء للولايات المتحدة الأمريكية وهي الواقعة الاولي التي يتولي فيها اي رئيس مصري توقيع أي اتفاق دولي دون الرجوع إلي أجهزة الدولة السيادية وتدارس هذا الأمر معهم .
كانت هذه اللحظات حرجة بعد هذا الخطاب خاصة داخل الغرف المغلقة وعندما توجه الفريق أول عبدالفتاح السيسي لمراجعة مرسي في هذا الأمر كانت هناك طامة كبري في انتظاره وقنبلة جهزها الإخوان للانفجار في وجه الجميع وما إن أخبر السيسي مرسي بأن الجيش المصري لن يشارك في أي عمل عسكري في سوريا إلا وفوجيء برد جاهز بأنه لم يطلب من الجيش المصري الذهاب للحرب في سوريا ولكنه يريد من وحدات الجيش المصري تجهيز معسكرات تدريب للجيش الحر من المتطوعين في سيناء فقط.
ورغم كل هذه الكوارث التي صنعها الإخوان وتم تنفيذها بواسطة الرئيس المعزول إلا أن محاولات التقويم كانت مستمرة وتوجيه النصح لمرسي ورفاقه لم ينقطع لكن كل هذه المحاولات وجهت بآذان صماء .
وبهذه الحجج نصح أحد قادة الإخوان الرئيس المعزول وأكد له أنه لاداعي للقلق لأن الجيش لن يتدخل وأن جحافل الجماعة ستتصدي لأي مظاهرات وأنه -أي مرسي- ليس مثل مبارك لأن وراءه فصيلا كبيرا ذا جذور تاريخية تضمن له الحماية.
وتناسي هذا الناصح غير الأمين أن زئير الجنرال سيطيح بالتأكيد بألف جماعة من أمثالهم كما تناسي أنه ليس أمام عبدالفتاح السيسي المقاتل فقط ولكنه امام شخصية تدربت وتعلمت ودرست السياسة ومارستها وأن عمله في المخابرات الحربية أتاح له الفرصة للاحتكاك بكل قطاعات الدولة بخلاف الجماعة التي عملت في كهوف الظلام لسنوات طويلة .
فسجل الفريق أول "عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي" حافل ومشرف وطويل حيث ، حصل علي بكالوريوس العلوم العسكرية 1977م، كما حصل علي ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان 1987م، ومن كلية القادة والأركان البريطانية 1992م، بالإضافة إلي زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا 2003م، وزمالة كلية الحرب العليا الأمريكية 2006م، هو متزوج ولديه ثلاثة أولاد وبنت. تدرج "عبد الفتاح السيسي" في عدد من المناصب العسكرية حيث عمل في سلاح المشاة، وتولي جميع الوظائف القيادية فكان رئيس فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع، وقائد كتيبة مشاة ميكانيكي، وملحق دفاع بالمملكة العربية السعودية، وقائد لواء مشاة ميكانيكي، ورئيس أركان المنطقة الشمالية العسكرية، حتي أصبح قائد المنطقة الشمالية. كما تولي "السيسي" منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وكان أصغر أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة حتي أصدر الرئيس المعزول "محمد مرسي" في 12 أغسطس 2012م قرارًا بترقيته من رتبة لواء إلي رتبة فريق أول وتعيينه وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة، خلفًا للمشير محمد حسين طنطاوي. كما يعلم الجميع أن القائد العام للقوات المسلحة المصرية نال خلال مشواره العسكري العديد من الميداليات والأنواط حيث حصل علي ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة 1998م، ونوط الواجب العسكري من الطبقة الثانية 2005م، ونوط الخدمة الممتازة 2007م، وميدالية 25 يناير 2012م، بالإضافة إلي نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولي 2012م.
القريب من الجنرال السيسي يدرك جيدا أن الرجل غير عادي رغم ما يتمتع به من بساطة وتواضع وتدين شديد وحرص تام علي عدم المتاجرة بهذا الالتزام كما أنه رجل المهام الصعبة فرغم أنه أثناء ثورة 25 يناير كان أصغر أعضاء المجلس العسكري إلا أنه كان معهم وأول من دخل ميدان التحرير في يوم 28 يناير وحاول طمأنة الشباب بأن ولاء الجيش المصري لشعبه فقط كما أنه لم يتبني أي أفكار تطالب باقصاء الإخوان من المشهد وقتها باعتبار أن مصر ملك لكل المصريين.
وكان قادة الجماعة يضعون اعينهم علي السيسي من بعيد وقتها واعتبروه رجلهم في المرحلة المقبلة لأنه الرجل الأكثر تدينا كما كانوا يعلنون ولكن في حقيقة الامر كانوا يعتقدون أن شغل السيسي لمنصب مدير المخابرات الحربية سيسهل لهم الإلمام بكل أسرار المؤسسة العسكرية من خلاله إلا أن أحلامهم ذهبت مع الريح لأنهم تناسوا أن الرجل يدين للوطن وشرف العسكرية ولن يفرط في ولائه لهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق