"الوطن" تنشر نص استقالة قيادات "الدستور": ضاع الحلم بأيدي "مدمري الأحزاب"
القيادات المستقيلة: زادت وتيرة تصفية الحسابات والمحسوبية وتسخير الأعضاء لخدمة أفراد بعينهم
كتب : إمام أحمد
الأحد 27-10-2013
تقدم عدد من قيادات حزب الدستور بخطاب رسمي لرئيس الحزب السفير
سيد قاسم، اليوم، لإعلان استقالتهم من مناصبهم وعضوياتهم بالحزب، احتجاجًا
على طريقة إدارة الحزب، والخلافات الحادة التي نشبت به، مؤكدين أنهم بذلوا
مجهودًا لإصلاح مسار "الدستور"، لكن محاولاتهم باءت بالفشل.
ووقع على بيان الاستقالة الجماعية، كل من: "الدكتور أحمد البرعي،
جورج إسحاق، بثينة كامل، الدكتور هاني سري الدين، طارق الغزالي حرب، كمال
عباس، أحمد عيد، إسراء عبدالفتاح، محمد أنيس، شادي الغزالي حرب، ناصر
عبدالحميد".
وجاء نص البيان كالآتي: "شارك العديد من الموقعين على هذا البيان في
تأسيس حزب الدستور منذ أن كان فكرة وليدة من رحم ثورة 25 يناير، الثورة
التي كان وقودها دماء طاهرة، وباعثها الوحيد هو بناء مصر جديدة قوية أبية
رحيمة بكافة أبنائها تتسع لهم جميعا دون إقصاء أو تهميش أو قسوة. وكان
الهدف الرئيسي لتأسيس حزب الدستور أن يكون بيتا للأمة المصرية، فسعى مؤسسيه
إلى تحويل حلم الثورة إلى واقع، حلم الحرية والعدالة االجتماعية والكرامة،
حلم الريادة المصرية، ورفع راية العلم، حلم تمكين شباب الوطن من القيادة
والبناء".
وأضاف "على الرغم من الصيحات المخلصة التي دعت إلى أنه لا يمكن
الاستمرار على هذه الوتيرة، إذ إنه بدون تنظيم مؤسسي حقيقي وفاعل، وبغير
بناء إطار تنظيمي سليم تسطع فيه الأهداف والمبادئ والمسؤوليات سيكون الحزب
جسدا بلا عمود فقري، مشتت أعضائه بلا رؤية سياسية أقرب في عمله إلى
الجمعيات منه إلى الأحزاب السياسية. إلا أنه للأسف الشديد لم يستمع قادة
الحزب السابقين والحاليين لهذه التحذيرات المخلصة وخضعوا لأصحاب الأصوات
العالية".
وتابع: تعمد البعض استمرار الوضع على ما هو عليه والاتهمام بالشكل
والضجيج االعالمي دون المضمون والواقع، فكانت المحصلة، انتشار المحسوبية،
وغلبة الشعارات الجوفاء على المضمون البناء، وتقلص دور الشباب من ذوي
الكفاءة وتم تهميشهم، وشاعت سياسات ردود الفعل ولا تزال، وانعدمت الريادة
السياسية والرؤية البناءة للحزب في مرحلة حرجة يمر بها الوطن.
وأكد البيان أن الفرقة والخلافات الداخلية انتشرت يوما بعد يوم،
وزادت وتيرة التخوين وتصفية الحسابات. وزادت التجاوزات وحالات التعدي
اللفظي والجسدي دون محاسبة أو جزاء إن لم يكن هذا الاعتداء مصحوبا بمكافأة
تصعيد لمنصب إداري أو سياسي. وصاحب ذلك انهيار مالي وإداري وانسحاب قيادات
الحزب ومؤسسوه واحدا تلو الآخر دون أن يشكل ذلك هاجسا عند قيادات الحزب
التنفيذية سواء في ذلك نواب الحزب أو أمانة التنظيم بل كان ذلك حافزا لهم
على استمرار الوضع على ما هو عليه، مع إبقاء الأمر في طي الكتمان كلما كان
ذلك ممكنا. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل يجري التعامل من قبل أمانة التنظيم
مع عضوية الحزب على أنها عطايا أو منح تجزى لهذا أو تمنع عن ذاك والمبررات
عديدة، ولكن المعيار الوحيد هو الولاء لقيادات بعينها في محاولة للسيطرة
على تشكيل المؤتمر العام الأول للحزب. فغابت الديمقراطية وذاعت الشكلية،
والإمعان في تضليل أعضاء الحزب وقواعده وعدم مواجهتهم بما يدور من مشاكل
وتحديات. وتم إغلاق العديد من المقار الخاصة بالحزب في كل محافظات
الجمهورية، وتقلص أعضاء الحزب إلى أقل من ألفين على أكثر تقدير رغم أن
التطلعات كانت تسعى إلى ضم مئات اآلالف، بل والملايين إلى الحزب الوليد.
ويتم التعتيم على قواعد البيانات وحجبها عن أعضاء الحزب، إلى جانب تسخير
أدوات التواصل الاجتماعي لصالح أفراد بعينهم، وليس لصالح الحزب.
وأضاف البيان، "في خضم هذه المخالفات الحزبية الضيقة، والهوس بخيلات
شخصية، والانشغال بإشعال معارك حنجورية سطحية، وانعدام المسؤولية
والمحاسبة، ضاعت قضايا الوطن الساسية، وتحويل حلم ثورة 52 يناير إلى واقع،
وفشل الحزب بجدارة في طرح أية حلول سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ذات
جدوى تمثل طموحات أبنائه.
واستطرد: أن جميع الموقعين على هذا البيان بذلوا الجهد وأخلصوا
النصح، وحاولوا إعادة البناء وفقا لإطار مؤسسي حقيقي يضمن العبور بالحزب
وأبنائه إلى بر الأمان، وتحقيق أهدافه التي أنشئ من أجلها، إلا أن شعارات
التخوين والتجريح والتعديات اللفظية نالتهم جميعاً. فانسحب من انسحب، وغادر
من غادر، فالأمر لم يعد يتصل بخلاف سياسي موضوعي، بل تحول إلى معارك لا
تليق بحزب كان يسعى مؤسسوه أن يكون بيت الأمة. إن استمرار الوضع على ما هو
عليه في ظل هذا التفتت والانهيار التنظيمي سيجعل من المؤتمر العام رصاصة
الرحمة لا نقطة البدء في البناء، لسنا محبطين، ولا غاضبين، ولكننا آثرنا
تركيز الجهود في المرحلة القادمة على قضايا أكثر نفعاً وأجدى لمصلحة الوطن.
فالمعركة لبناء مصر الجديدة ستستمر ولن تموت فهذه هي المعركة لهم. فهذا
الشعب العبقري الأبي الذي ثار في يناير 2011 ويونيو 2013 لرفعة الوطن لن
ييأس مهما ناله. فالتحديات لا تزال قائمة، ولكننا عاهدنا الله على إزالة
المعوقات ومواجهة التحديات أيا كان الثمن من أجل البناء.
واختتم "وحرصا على توجيه الجهود إلى ما هو أثمن وأجدى وحفاظا على
وحدة التيار المدني ودعمه، فإن الموقعين أدناه يعلنون استقالتهم من كافة
مناصبهم داخل الحزب، ومن عضويتهم به. وقد آثرنا معا تركيز الجهود سويا
إضافة إلى غيرنا من شرفاء الوطن خلال المرحلة المقبلة للعمل على توحيد
القوى الوطنية المخلصة واختيار أفضل العناصر والكفاءات لمواجهة االستحقاقات
القائمة، وإنجاح خريطة الطريق كخطوة أولى لبناء مصر جديدة قوامها العلم،
والعدالة االجتماعية، والاقتصاد الوطني المستقل، ونظام ديمقراطي يحترم حقوق
الإنسان. فالمعركة ليست مجرد خلافات حزبية ضيقة ولا يجب أن تكون".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق