الأحد، 8 سبتمبر 2013

أدلة على تورط كتيبة الفرقان التابعة لـ«القاعدة» فى حادث وزير الداخلية

الكتيبة تجيد حرب العصابات وتضم المئات من جنسيات مختلفة.. وتعمل فى الجزائر وسوريا
كتب : صلاح الدين حسن  
الأحد 08-09-2013
ناقلة حاويات تعبر قناة السويس 
جاء تبنى ما يسمى «كتيبة الفرقان» لعملية إطلاق قذيفتين «آر بى جى» على سفينة البضائع «كوسكو آسيا» أثناء مرورها فى المجرى الملاحى لقناة السويس، ليكشف عن الظهور الأول لهذه الحركة الموالية لتنظيم القاعدة فى مصر، بعد إعلان وجودها فى سوريا وشمال مالى.
كان الظهور الأول لكتيبة الفرقان فى شمال مالى؛ حيث ظهرت كإحدى الكتائب التابعة لـ«القاعدة» فى بلاد المغرب تحت قيادة يحيى أبوالهمام، وضمت المئات من جنسيات مختلفة منها: موريتانيا وتونس والمغرب وليبيا ونيجيريا ومصر، كما ضمت جنسيات تنحدر من أصول غربية وتمركزت فى ولاية «تمبكتو». وتعد هذه الكتيبة هى الأشرس فى المنطقة؛ فهى تنبثق عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال فى الجزائر، التى كانت قد وُلدت بدورها من رحم الجماعة الإسلامية المسلحة، واستطاعت أن تبنى قواعد خلفية لها فى مناطق الصحراء الكبرى ومن بينها شمال مالى منذ سنوات، لتنطلق منها لشن عملياتها؛ لذلك فهى التنظيم المسلح الأقدم فى المنطقة والأكثر خبرة، وأيضا الأقدم فى التواصل وإقامة العلاقات مع شيوخ القبائل هناك.
ويسود اعتقاد لدى متابعين للوضع بالمنطقة أن تنظيم القاعدة هو المحرك الحقيقى لكل الفصائل المسلحة «الجهادية» فى شمال مالى، وأنه حلقة الربط الأساسية بين التنظيمات المختلفة وصاحب اليد الطولى بالمنطقة، وغالبا ما تصفه المصادر المحلية بأنه الأكثـر تجذرا ومعرفة وخبرة بمناطق الشمال.
ويقول التنظيم إنه «يسعى لتحرير المغرب الإسلامى من الوجود الغربى -الفرنسى والأمريكى تحديدا- والموالين له من الأنظمة المرتدة وحماية المنطقة من الأطماع الخارجية وإقامة دولة كبرى تحكم بالشريعة الإسلامية». أما الظهور الثانى لــ«كتيبة الفرقان»، فكان فى الريف الشمالى السورى وتحديدا فى «أدلب»؛ حيث ظهرت فى بداية العام الماضى كإحدى الكتائب التابعة للجيش السورى الحر ثم أعلنت عن نفسها بعد ذلك كإحدى الكتائب التابعة لجبهة أحرار الشام الإسلامية، تحت قيادة رشيد برادعى، إلا أنها انضمت بعد ذلك لجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
واشتهر عن «أحرار الشام»، التى خاض معظم قادتها وعناصرها حروب عصابات فى العراق، أن لديهم خبرة كبيرة فى صنع «الأفخاخ» والمتفجرات السلكية واللاسلكية وتصنيع صواريخ محلية الصنع، وتملك قوة تدميرية قوية ولها دقة توجيهية.
ويبدو أن إعلان عدد من العناصر الإرهابية عن وجودها بهذا الاسم (الفرقان) لم يأت مصادفة؛ فمن المحتمل تسلل عدد من عناصر الكتيبة فى سوريا وشمال مالى إلى مصر عبر الحدود الفلسطينية ومنها إلى منطقة القنال أو الحدود المصرية - الليبية، وذلك بعد دعوة أبومحمد الجولانى، زعيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، إلى قتال الجيش والشرطة فى مصر. وبعدها بعدة أيام، حاولت تلك الكتيبة استهداف السفن المارة فى قناة السويس، ووقعت بعدها محاولة الاغتيال الفاشلة للواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق