الاثنين، 26 أغسطس 2013

هؤلاء قفزوا من مركب الإخوان

هؤلاء قفزوا من مركب الإخوان .. وقائمة العوا والقرضاوى وقنديل وأبو تريكة تصارع الأمواج العاتية
ماهر مقلد
26-8-2013

قبل أن تهوى مركب الإخوان فى قاع المحيط، تمكن بعض الحلفاء والأنصار من القفز منها نتيجة قراءة المشهد بشكل عملى واعتراضًا على عدم مرونة الإخوان فى التعامل مع الأزمة السياسية.
ونجا هؤلاء من مصير الإخوان الغامض، وأبرز هؤلاء حزب النور والأخوين مكى، وهما المستشار أحمد مكى وزير العدل الأسبق ومحمود مكى نائب رئيس الجمهورية الأسبق، كما نجا محافظون ووزراء فى الحكومة بادروا بتقديم استقالاتهم قبل ساعات قليلة من قرار عزل مرسى.
فى المقابل، تشبث آخرون بدعم الإخوان إلى ما لانهاية وحتى بعد فضى إعتصامى رابعة والنهضة وتعرض البلاد لأحداث عنف دامية، وبرز من هؤلاء كرؤوس حربة الدكتور محمد سليم العوا والدكتور محمد عمارة والدكتور عبد الرحمن البر والكاتب فهمى هويدى والكاتب الصحفي وائل قنديل والناقد الرياضى علاء صادق بجانب عدد من الإعلاميين المنتمين فى الأساس للإخوان.
كانت أكبر ضربة مؤلمة لجماعة الإخوان هى أن يقفز حزب النور من المركب قبل الغرق، وعبرت عن ذلك بدقة جلال المرة - أمين عام حزب النور، خلال كلمته أثناء إعلان خارطة الطريق للمرحلة المقبلة: "لقد وصلنا إلى حالة ربما كادت تفتح علينا باب الحرب الأهلية، وما حرّكنا إلا حبنا للوطن وشرعنا الذي نؤمن به، لذلك تحركنا لإنقاذ مصر دون تجاوز فئات كثيرة:
وتابع: "كان هناك مجهودات للمصالحة، كنا نتحرك فيها وبها لأزمنة طويلة ولم نجد استجابة، وهذا الموقف لم نصنعه نحن، بل الآخرون، ونتحرك لتحقيق مرضاة الله ونجاة لشعب مصر".
فى سياق القوى والتيارات الإسلامية، ساندت بشكل واضح الجماعة الإسلامية وحركة الجهاد الإخوان فى معركة الشرعية ووصل الأمر إلى تورط الجماعة الإسلامية فى أعمال العنف والقتل وحرق الكنائس ودور العبادة بعد تلويح عاصم عبدالماجد عضو شورى الجماعة والمتحدث الرسمى باسمها من من فوق منصة رابعة بالحرق والانتقام.
وبدا الدكتور محمد سليم العوا أكثر رؤوس الحربة تسجيلاً للمواقف الداعمة للإخوان، حيث انتقد بشدة طريقة فض الإعتصام، كما انتقد تصريحات الدكتور مصطفى حجازى عن جماعة الإخوان، وقال له: "كنت أتمنى أن يتحدث بشرف عن الإخوان".
وتبقى مواقف العوا بارزة لكن تتصاعد مواقف الشيخ يوسف القرضاوى للحد الذى لم تعد تتحمل خط الرجعة كونه أفتى بمحاربة الجيش والنظام وأيضًا يماثله فى الموقف الشيخ عبدالرحمن البر، وتدرج المواقف عند فهمى هويدى الذى يرى انه صاحب الرؤية الأشمل دومًا فى وزن الأمور وان غيره حتما يسقط فى الأخطاء.
لكن كانت المفاجأة فى جنوح الناقد الرياضى علاء صادق ووقوفه يمين اليمين وشنه حملات ضاريه على قادة الجيش والداخلية والحكومة وكل من يعارض الإخوان، وباتت ظاهرة علاء صادق أقرب إلى تدوينات عبر توتير يبث فيها مواقفه المتشددة ولا يتورع لحظة فى كيل السباب والشتائم.
ولم يظهر علاء صادق منذ شهور فهو ربما يكون خارج مصر وتحديدًا فى قطر حسبما ردد البعض، فهو يتصرف بطريقة الذى لا ينتظر المساءلة أو الوقوف أمام جهات التحقيق.
وقد تنطبق حالة علاء صادق مع وضع الكاتب وائل قنديل الذى يتمسك حتى الآن بدعمه للإخوان ومرسى.. ومنذ منعه من الكاتبة بصحيفة الشروق دأب على بث فيديوهات مسجلة بالصوت والصورة يستدعى فيها كل ملكاته للتعبير عما يشعر به ويحس.
ويتبقى النجم محمد أبو تريكة الذى يصمت عن الكلام لكنه يرسل الإشارات تلو الإشارات بأن قلبه معلق مع الجماعة يصارع الرغبة والقرار ويكبت فى داخله ما ينتوى قوله بعد أن استششعر الخطر.
وتتفاوت التقييمات لهذه المواقف لكن قد يكون مبررًا لمن يتقلد موق فى هيكل الجماعة الثبات على الموقف وربما يكون جائزا لمن كان يناصر أن يتراجع ويلتزم الصمت فليس المطلوب الإدانة أو النقد وإنما الصمت حتى تتكشف كامل الحقائق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق